العنف الجنسي ضد المرأة المتصاعد منذ بدأ الثورة السورية

t7i0m111

NO : D15022014

بيان

 

لاحقا للبيان الصادر عن المنظمة السورية لحقوق الإنسان

 في ٢٥/١١/٢٠١٢ و بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز ضد المرأة

و في ٨/٣/٢٠١٣ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

و بتاريخ ٤/٧/٢٠١٣ المتعلق بالأوضاع المأساوية للنساء المعتقلات في سجن دمشق المركزي للنساء

فإن الأعداد الفعلية للنساء الذين مروا على الإعتقال إبان الثورة السورية  و لم نتمكن من توثيقها نتيجة لسياسات التكتم التي يتبعها النظام السوري  تقدر بأكثر من أربعين ألف….  في حين تشير قاعدة بياناتنا  الحالية في المنظمة السورية لحقوق الإنسان لوجود / 607 / معتقلات مازلن رهن القيد في سجون النظام السوري الاعم الاغلب منهن تعرضن للتعذيب .

لطفا : قائمة باسماءهم

من دراسة تحليلة  للحالات التي تمّ توثيقها فقد انتهت المنظمة السورية لحقوق الإنسان لجملة المعطيات التالية :

أولا: استخدم النظام السوري اسلوب الاعتداء الجنسي بحق النساء السوريات بصورة ممنهجة و متعمدة  كسياسة عقابية عامة سواءً بهدف الحصول على المعلومات و نزع الاعترافات أو بغرض التلذذ بالإذلال و التشفّي بالترهيب بدافع ثأري إنتقامي من أحد أفراد العائلة.

 و كثيرا ما عَمَدَتْ القوة المداهمة من عناصر الجيش أو المخابرات المدعومة عادةً بالشبيحة لاستراتيجية الإغتصاب  و التي  بموجبها يطلب الضابط المشرف على عملية المداهمة  من جميع أفراد العائلة الإلتفات للحائظ ثم تبدأ عملية التنكيل و الضرب و الصفع ثم يطلب منهم بتهديد السلاح خلع جميع الملابس و في إحدى الحالات الموثقة من قبلنا طلب الضابط من أصغر عسكري من  عناصر قوة المداهمة إغتصاب الأم  بحضور زوجها و أولادها و لم تجدي جميع استجداءات الأم في الحؤول دون اغتصابها من عسكري في عمر أولادها و بمحاولة أحد أبناءها الدفاع عنها أطلقوا عليه الرصاص و أردوه قتيلا و لم تخرج القوة المداهمة من المنزل إلا بعد إغتصاب أصغر البنات أيضا والتي لم يتجاوز عمرها / ١٦ / سنة.

لطفا: نموذج عن العملية كيف تجري  

ثانيا: هناك ثلاث أنماط رئيسية للعنف الموجه ضد النساء في سوريا :

أ ـ العنف الجنسي  في السجون و المعتقلات:  لم تشهد السجون المركزية في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري و التي يستعمل فيها التعذيب على نطاق واسع و ممنهج اقتراف جرائم  جنسية  بطريقة ممنهج  و إن حدث ذلك أحيانا و بأشكال مختلف الهدف زرع حالة من الإرهاب في قلوب المعتقلات بفرض الإذعان و الإملاءات  المهينة .

و بحسب ما نمى لعلمنا ففي الشهر السابع من العام المنصرم  أضربت المعتقلات في سجن دمشق المركزي عن الطعام معلنين حالة من العصيان بسبب عزلهم عن العالم الخارجي دون محاكمة، فإستعانت إدارة السجن بمجموعة  تابعة للمخابرات الجوية المتخصصة  بالإرهاب الذين حضروا مع أدوات التعذيب و نصبوها في غرف تابعة للقلم العدلي في مدخل السجن بعد أن أفرغوا تلك الغرف من محتوياتها وانتقوا مجموعة من السجينات و قاموا بتعذيبهم على مرأى ومسمع من الأخريات و شهدت عمليات التعذيب إعتداءات جنسية مختلفة  في غرف التعذيب ثم انتقلو بهم الى أماكن معدة  أصلا للتعذيب و العزل في القسم  السفلي  من السجن وهو ما يعرف المنفردات أو السواليل .

ب ـ التعذيب و الاعتداء الجنسي في الأفرع الأمنية :

على مدى السنوات الثلاثة الماضية من عمر الثورة السورية شهدت المقرات الأمنية المنتشرة  في المناطق التي مازالت خاضعة لسيطرة النظام السوري أوضاع مأساوية يصعب على العقل البشري تصديقها سواءا لجهة الإكتظاظ الذي لا مثيل له أو التعذيب الممنهج حتى الموت مع الحرمان من الطعام و الشراب و أهم ما يميز التعامل مع النساء المعتقلات في أقبية التعذيب هو سياسة الاستباحة الجنسية  أثناء التحقيق معهن  بأحط وأشنع الوسائل والأساليب و و ذلك بتحويل أجسادهن إلى هدف لأفظع الممارسات الشاذة و المنحطة ….. و بعد انتهاء التحقيق تتحول السياسة من استباحة إلى إبتزاز جنسي خلال فترة الإقامة في المعتقل و ذلك بإصطفاء بعض الضحايا من النساء و فسح المجال أمامهن  للخروج من الزنزانة و القيام بأعمال التنظيف داخل المعتقل لا سيما في الباحات المعدّة للتعذيب وبالتالي التعرض لشيء من الهواء أو الشمس و أحيانا سيجارة أو بعض الطعام في مقابل مفاوضات خسيسة ومنحطة.

لطفا :  شهادة معتقلة عن تجربتها في احد فرع المخابرات الجوية

ج ـ التعذيب في أماكن الاحتجاز غير النظامية :

          شهدت اماكن الاحتجاز غير النظامية سواءا التابعة لجيش النظام كالفرقة الرابعة ـ الحرس الجمهوري- وغيرها الكثير من الحواجز و القطعات أو حتى المدارس و البلديات والمنشأت التي تحولت إلى مراكز إحتجاز غير نظامية أو المزارع الخاصة التابعة لمليشيات الشبيحة أو ما يعرف بقوات الدفاع الوطني أو غيرها من القوات شبه النظامية التابعة للنظام السوري عمليات  استباحة كاملة  ثأرية و إنتقامية في مواجهة المرأة من الطائفة السنية التي تقع بين براثن تلك المجموعات  .

أنه نوع من إغتصاب الحرب والذي بموجبه تتحول النساء من الأغلبية السنية إلى هدف مستباح بحد ذاته  كأحد نتائج سياسات التجييش الطائفي واثارة النعرات التي انتهجها بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية كإستراتيجية دفاعية في مواجهة المطلب الشعبي العام للسوريين بالحرية والكرامة .

لطفا الشاهدة الماس و هي من أبناء الطائفة العلوية و هي تروي ما شاهدته و سمعته في فيلا تابعة لرامي مخلوف ابن خالة المجرم الدولي بشار الأسد من أن الشبيحة كانوا يختطفون الفتيات من حمص منذ  بداية الثورة السورية و يحضرونهم إلى تلك المناطق النائية من قرى اللاذقية و هناك يتعرضن لكل انواع التنكيل والتعذيب والاغتصاب وكل ما يمكن تصوره من اذى جسدي ونفسي وجسدي والذي كان يفضي الى الموت كنتيجة حتمية   

ثالثا: من دراسة ميدانية قامت بها المنظمة السورية لحقوق الإنسان بالتنسيق و التعاون مع فريق متخصص في الأردن وصلنا لنتيجة مفادها:

هناك فئة كبيرة من النساء من ضحايا تجربة الاعتقال التعسفي في الأقبية و المعتقلات السورية يعانون اليوم من أعراض نفسية يصعب علاجها في ظل حالة الشتات و الضياع التي يعيشونها في معسكرات اللجوء.

مازال الإحساس عند الأعم الأغلب منهن أن تجربة الاعتداء عليهن تتكرر من خلال الكوابيس و أحلام اليقظة السوداء التي تسيطر على مخيلاتهن ، و هو ما أسدل ظلالا قاتمة على علاقاتهن الحياتية و المعاشية حملتهم على تجنب الناس و الأنشطة و الفعاليات و العيش في هالة من العزلة و الحذر المفرط و التوجس و الخوف من صورة الرجل بشكل عام و هو ما صدّع الكثير من العلاقات الأسرية  و مزّقها  و تسبب في العديد من حالات الطلاق.

كثير من الحالات التي تم رصدها و لم تصرح فيها الضحية علنا بأنها وقعت ضحية إغتصاب أو اعتداء جنسي إبان فترة الإعتقال رغم وضوح الأثر جراء الإحساس بالذنب لمجرد أنها ظلت على قيد الحياة و لم تختار الموت بديلا .

إنها حالة من الضبابية و الشرود و الاحساس بجهالة الفاعل المنفرد و الشعورأن المجرم موجود في كل مكان ويحوم حول الضحية وأنها ستقع في براثنه مجددا…  وهو ما جعل كثير من المعتقلات السوريات السابقات أسيرات  لهذا الاحساس الجاثم المستديم بالمهانة و بأنهن مازلن يرزحن تحت براثن الجلاد و هنّ داخل الخمية في العراء.

رابعا: مما سلف بيانه فإن :

·         ظاهرة العنف الجنسي كانت قد شكلت قطب الرحى في السياسة العقابية للنظام السوري في أعقاب الثورة السورية فقد دلفت القوات الحكومية و شبه الحكومية على استخدامها على نطاق واسع  و مستمر و ممنهج  بحق الضحايا من المعتقلين  نساءاً و رجالاً و أطفالاً و شملت الأساليب المتبعة عوامل شبه مشتركة بين جميع الأفرع الأمنية و العسكرية النظامية منها و غير النظامية أو الخاصة و التي منها : تجريد الضحية من الملابس  و من ثم استباحة الجسد بقصد هتك العرض من خلال  إعتبار الجسد هدف مشروع  لزبانية السجون و دياجير الظلام مع استجرار صغار السن و الجميلات للإبتزاز الجنسي داخل الأقبية  بمختلف الوسائل و استغلالهم لكل من يريد أن ينال إطره منهن بالحرام بمختلف الأساليب الخسيسة بدءا من التحرش اليدوي مرورا بالجنس الفموي و انتهاءا بإقتراف ما يشيب من هوله الولدان من ضروب الإنحطاط والخسّة.

·         الفئة المستهدفة هي الأغلبية السنية وهو ما أكدته جميع الحالات التي تم استقصائها أو كشف النقاب عنها لما تمثله قيم الشرف عندها من اعتبار في مجتمع شرقي محافظ  و لما لهذه الناحية من حساسية لدى المجتمع السوري المسلم و لما تلحق بالضحية و اسرتها من أسى لا يمحوه الزمن….. و لعلم الجاني بقدرة المجتمعات المحافظة على كبت الفضيحة لذلك استخدم هتك العرض على نطاق واسع كنوع من أنواع الترويع لفئة مجتمعية معينة حتى أن أحد التجار الميسورين في منطقة الحريقة بدمشق و الذي كان قد اعتقلت زوجته على خلفية مداخلة على الفيس بوك فدفع مبلغ ثلاث ملايين ليرة سورية كرشوة لإطلاق سراحها من فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية و كان ذلك في بداية عام ٢٠١٢ و حينما ذهب لإستلامها من الفرع طلب منه الضابط المسؤول النزول للقبو للتعرف على زوجته و بدخوله المهجع المخصص للنساء وجد المئات من النساء المعتقلات حفاة عراة كما ولدتهم امهاتهم بدون ثياب و من بينهم تعرفت عليه زوجته في الظلام و التي سترها بما عليه من ملايس و خرج بها ليقتادوه مجددا لمكتب الضابط المناوب في الطابق العلوي و هناك قال له الضابط هل تعرفت على زوجتك فأجابه نعم و هي واقفة بالخارج، فأردف الضابط و هل تعرف ماذا عليك أن تفعل الآن فأجابه الرجل نعم يجب أن أتكتم على مارأيت، فأجابه الضابط بالعكس … نحن نريدك أن تشيع الخبر بين الناس و أن تتحدث و تخبر جميع من تعرف  بما شاهدته عندنا في الأسفل  و إن لم تفعل فإننا سنعيد زوجتك مرة أخرى للمعتقل.

·         بشكل عام على مدى ثلاث سنوات من عمر الثورة السورية كانت القوات الحكومية قد استخدمت الاغتصاب على نطاق واسع لا سيما إبان المداهمات للمناطق السكنية في السنوات الأولى من عمرالثورة … قبل ان تتشكل من الحواضن السكنية المدنية كتائب للجيش الحر .  كما اُستخدم الاعتداء الجنسي في الاقبية الامنية  بضراوة و بصورة مريعة  من وطء وإيلاج و انتهاك لفتحة المهبل أو الشرج كوسيلة لإستخراج المعلومات من الضحايا  سواء بإستخدام القوة المفرطة أو الكهرباء التي يتم وصلها للمناطق الحساسة من الجسم لا سيما الأعضاء التناسلية كاسلوب حاطّ بالكرامة من وسائل التعذيب ، هذا عدا عن الاستغلال و الابتزاز الجنسي داخل الفرع أو في المعتقلات العسكرية النظامية منها و غير النظامية لاسيما قطعات الجيش و المدارس و المراكز الحكومية التي حولها النظام لثكنات و معتقلات و التي يمارس فيها  العنف الجنسي بمختلف بذائاته  بدءا من اللفظي إلى البدني و هو ما شاع استخدامه حتى في السجون المركزية و الذي وصل في بعض الحالات لمرحلة الاعتداء بموافقة ضمنية أوعلنية من قبل إدارة السجن في ظل غياب أي إجراء للحؤول دون هذه الممارسات .

·         رغم كل هذه الأهوال لم تحرك دعوى عمومية واحدة بحق مقترف أو مجرم …  و مازال مبدأ غياب المسائلة و المحاسبة سيد الموقف بوجود سلطة عسكرية مارقة تحولت إلى مليشيا قتل و تدميرمسلّطة من قبل الدول الخمسة العظمى على رقاب السوريين من جهة…… و سلطة قضائية لا تعدو كونها إحدى وسائل قمع النظام السوري كانت و مازالت  تمارس دور وظيفي كأحد أدوات التسلط السياسي.

 

دمشق 17/2/2014                                                                   مجلس الادارة