المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
لا يحق لأي دولة أن تطرد أو تعيد لاجئا، بأي وسيلة كانت، إلى بلاده أو أي مناطق تتعرض فيها حياته أو حريته للتهديد.
المادة / 33 / من اتفاقية حقوق اللاجئين
بيان
لاحقاً لتصريحات رئيس تكتل التغيير والاصلاح اللبناني ميشيل عون و تصريحات ” صهره زوج إبنته ” وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل المتعلقة بطرد اللاجئين السوريين من لبنان وإغلاق الحدود في وجه الجرحى و النساء والشيوخ والأطفال.
و لاحقاً لفتاوى الصادرة عن مكتب آية الله مصباح اليزدي في لبنان بشأن اللاجئين السوريين و التي و صفهم بالأعراب الحقاة و التي جاء فيها بالحرف : إن الشرع الشريف يفرض على المؤمنين الا ينتظروا قيام الحاكم بتوقيع حد الله على هذه الحفنة المارقة بل يبادروا بانفسهم فيقتلوهم وينقذوا بذلك البشرية من بوائقهم وبذلك تطهر الارض من ارجاسهم واعمالهم السيئة .
تزامناً مع تلك الدعوات العنصرية التحريضية الطائفية أقدم ثمانية ملثمين الأربعاء الواقع 25/6/2013 على اعتراض باص كان يقل مجموعة سوريين في منطقة سوق الأحد الواقع في شرقي بيروت بينما كانوا في طريقهم للمشاركة في برنامج تلفزيوني لتسجيل مجموعة من الأغاني التراثية السورية في منطقة الحازمية، و انهالوا عليهم طعناً بالسكاكين مما أسفر عن جرح / 25 / ضحية من ركاب الحافلة و من ثم فروا في سيارات الدفع الرباعي ذات الزجاج الداكن بإتجاه منطقة الفيات – العدلية – الطيونة و منها إلى الضاحية الجنوبية المفر الرئيسي لمليشيا حزب الله اللبناني.
و قد عرف من بين الجرحى كل من ” جوان خليل و ابراهيم أحمد و أحمد كيلاني و محمد عيسى و جميعهم من لتبعية السورية إضافة للفلسطيني عبد الله مراد و عبد الله حداد و كذلك هوفيك صابرجيان و علي جعفر و مرسيس طامسيان و الثلاثة من التبعية اللبنانية إضافة لآخرين.
جدير بالذكر أن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان مأساوية للغاية بسبب سيطرة المليشيات الطائفية الشيعية لحزب الله على الدولة اللبنانية و مقاليد الحياة العامة و فرض أجنداتها السياسية بقوة السلاح.
و كثيراً ما وقع اللاجئين السوريين ضحايا لهذا الوضع الشاذ فقي أعقاب نجاح قوات المعارضة الملسحة من إخراج المدنيين من القصير منعاً من إرتكاب المجازر بهم من قبل قوات النظام السوري و مليشيات حزب الله لاحقتهم طائرات النظام إلى لبنان و قصفتهم بالطائرات في بلدة عرسال اللبنانية مما استدعى تقديم لبنان شكوى لمجلس الأمن الدولي بدعوى قصف الطيران السوري لقوافل اللاجئين السوريين داخل لبنان، في حين لم تتخذ الحكومة اللبنانية أي إجراء بمواجهة مليشيات حزب الله التي إعترضت قوافل الصليب الأحمر التي تقل الجرحى من القصير إلى لبنان و التي حاصرت اللاجئين السوريين داخل لبنان و إعتدت على النساء و الشيوخ و الأطفال و بحسب شهود عيان أنه و بعد تمكن اللاجئين السوريين و معظمهم من الجرحى من دخول الأراضي اللبنانية قامت كوادر حزب الله في منطقة بعلبك من آل جعفر المعروفين بتجارة المخدرات بإعتراض قافلة الصليب الأحمر بعد قطع الطريق عليها و أضرموا فيها النيران، هذا عدا عن الاعتداءات التي أصبحت ممنهجة من قبل تلك المليشيات الطائفية على اللاجئين السوريين.
و علىى الصعيد الرسمي فقد شهدت لبنان خلال الأزمة السورية سياسة الترحيل القسري للاجئين السوريين في خرق واضح و صريح لأبسط قواعد القانون الدولي الذي يلزم دول الجوار بحماية اللاجئين إليها.
فقد سبق لمحكمة عسكرية لبنانية في بيروت و أن أصدرت حكماً على الضابط السوري المنشق الملازم أول محمد حسن طلاس و الذي دخل لبنان لإنقاذ جريح كان يحمله على ظهره بإعادتة لسوريا بالقوة و بالتالي الحكم عليه بالإعدام على يد قوات النظام السوري و قد تواترت أنباء من منظمات دولية تعمل في مجال حقوق الإنسان عن أعداد من اللاجئين السوريين كان لبنان قد قام بتسليمهم للسلطات السورية ليلاقوا حتفهم هناك.
هذا و يواجه اللاجئين السوريين في لبنان أخطار محدقة كثيرة منها الاعتقال من قبل السلطات اللبنانية كمقيمين غير شرعيين، أو على يد المليشيات الطائفية المسلحة ” حزب الله ” وخطر الإبعاء والترحيل القسري إلى سورية.
و الجميع يذكر هنا جرائم الخطف بحق الللاجئين السوريين التي اقترفها حزب الله تحت أحجية أو مسمى الجناح المسلح لعائلة المقداد التي أقدمت بتاريخ 18-8-2012 على خطف ثلاث سوريين من مخمر للموز على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ثم توالت عمليات الخطف حتى تجاوزت العشرين سورياً إضافة لخطف مواطن تركي و تهديد جميع رعايا الدول الخليجية بذات المصير.
تزامن ذلك مع فضيحة اعتقال الوزير السابق ميشيل سماحة المناصر للنظام السوري و حزب الله الذي كان قد خطط لتفجيرات في مناطق “مسيحية” لإشعال حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين في لبنان لصرف الانظار عما يحدث في سوريا وهو المخطط الذي دأب النظام السوري على استخدامه في سوريا خلال ثورة الكرامة في سوريا على مدى سنتين و نصف.
تذكر المنظمة السورية لحقوق الإنسان الحكومة اللبنانية بأن اللاجئين السوريين هم ضحايا لا جناة كانوا قد فروا من الموت الزؤام على يد قوات بشار الأسد و المليشيات اللبنانية الشيعية الطائفية التابعة لإيران …. و على الحكومة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية بحمايتهم من تلك المليشيات الطائفية المسلحة و معاقبة أصحاب الدعوات التحريضية سواءاً ملالي إيران في لبنان أو ميشيل عون الذي نسي نفسه و هو يهرب بدون حذاء و لجأ للسفارة اللبنانية في بيروت تاركاً أفراد أسرته خلفه تحت رحمة المليشيات ليطالب اليوم بإغلاف الحدود في وجه الجرحى و النساء و الأطفال من اللاجئين السوريين.
إن معاقبة اللاجئين بسبب دخولهم البلاد بصورة غير شرعية يتعارض مع نص وروح القانون الدولي لاسيما المادة (31) من اتفاقية اللاجئين التي تنص على عدم معاقبة اللاجئ بسبب دخوله البلاد بصورة غير شرعية، إذا كان دخوله قد جاء مباشرة من مكان يتعرض فيه للخطر والتهديد، كما هو الحال في سورية.
و إن تحريم إعادة اللاجئين قسريا إلى بلادهم متى ما كان هناك احتمال تعرضها لخطر الاضطهاد، أو انتهاك حقوقهم الأساسية.هو أحدَ أهم مبادئ القانون الدولي ” لطفاً المادة (33) من اتفاقية اللاجئين “
في الوقت الذي تثني فيه المنظمة السورية لحقوق الإنسان على جهود الخيرين من أبناء الشعب اللبناني الأصيل الذين وقفوا إلى جانب أخوانهم المنكوبين السوريين … فإنها تدين الإجراءات الهادفة لجعل حياة السوريين في لبنان جحيماً لا يطاق كحشرهم في أماكن غير مكتملة أو في ملاجئ لا تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء أو تركهم ضحايا الاستغلال أو الاعتداء التي يتعرضون له.
دمشق 26/6/2013
اترك تعليقاً