قبل ايام كانت ذكرى السابع من اكتوبر التي هزت العالم و غيرت مجرى التاريخ مرة واحدة و إلى الأبد بسبب أثرها الكاشف أو الفاضح لا المنشئ فقد:– ظهر المجتمع الإسرائيلي على حقيقته و قد تضخمت فيه غريزة الأنا الذاتية الليكودية النرجسية المتطرفة و انتشرت فيه أحزاب العظمة اليهودية على اختلاف أشكالها والتي لا تقتات إلا على دماء الأغيار.– كشف السابع من اكتوبر عن حالة الإذعان الأمريكي الأعمى المخزي لتلك الأنا الذاتية الليكودية المتطرفة سواءاً على مستوى قمة الهرم في البيت الأبيض أو على مستوى الدولة العميقة بأجهزتها المختلفة و أعتقد أن الحزب الديمقراطي بالذات سقط أخلاقياً خلال هذا العام و بات من الصعب إنتشاله على الرغم من عدم وجود منافس له على المستوى الأخلاقي.– كشفت عن تبعية غربية ” أوربية ” للأمريكي و من خلفه الإسرائيلي تزهق الأمل بأي إمكانية أصلاح ذاتي مستقبلي للنظام العالمي.– كشف عن نظام رسمي عربي بدائي مفلس و منهزم متورط خائن و عميل عدا عن أنه منفصل عن الواقع و الأدهى أنه بات عبء سرطاني على المجتمعات التي يسيطر عليها بالحديد و النار.– كشف عن جيوش عربية لا لزوم لها، فقدت مبرر وجودها و تحولت إلى عالة طحلبية أو طفيلية تقتات على ما تبقى لمجتمعاتها من موارد و تهدد حياتها وجودياً.– كشف عن أن تلك الشخصيات السياسية العليا من قادة دول و وزراء خارجية و رؤساء حكومة و التي تتحرك على خشبة المسرح الدولي وتسلط عليها الأضواء وهي تدلي بوعودها و تصريحاتها و تدبج الخطب و تتحفنا بالنظريات عن المدنية و التحضر و تتهم الضحية بالتخلف و الهمجية ما هم إلا حفنة من السفلة النصابين و الكذابين الأوغاد.– كشفت عن الوزن الحقيقي للأمم المتحدة و القانون الدولي و الشرعة الدولية لحقوق الإنسان و الأجهزة الملحقة بالأمم المتحدة لاسيما تلك التي عليها واجب إحقاق الحق و إقامة العدل كمحكمة العدل الدولية و المحكمة الجنائية الدولية فمجرم إبادة جماعية مثل بيبي نتنياهو تشاد له المنصات في نيويورك و واشنطن كي يشتم من عليها الأمين العام للأمم المتحدة و يحقره يهدده لمجرد أنه انتقد ممارساته الإجرامية و الأخير لا يجرؤ أن يرد عليه و يرتدع من كلامه، في حين أن عملائه من أعضاء الكونغرس الأمريكي يتهجمون على محكمة العدل الدولية و يهددون قضاتها و أخرين منهم يوضحون للنائب العام بمحكمة الجنايات الدولية حدود اختصاصه و أنهم أنشؤوا المحكمة لمحاكمة الأنظمة العربية النافقة أو روسيا أو افريقيا فقط.– كشف عن مستوى الإنحطاط الأخلاقي لوسائل الإعلام الغربية عموماً و الأمريكية بشكل خاص و التي لعبت دور المتستر على الجريمة الإسرائيلية المتواصلة على مدى عام كامل.و بالمقابل و في مواجهة كل ذلك السقوط فقد كشفت أن صرخة الحق في صدر المظلوم أعتى و أقوى من أزيز الرصاص و من القنابل الفراغية و الحرارية و من الصواريخ المجنحة البالستية و الذرية و أن هناك جيلاً قادماً سيخرج من كل حدب و صوب ” من جامعات الأمريكية ومن مسارح أوربا و من زنازين المعتقلات في منظومات القهر العربية و من فضاءات آسيا و من مؤسـسات الدول الناشئة في أفريقيا و من كل أصقاع الأرض و سيقلب رأس المجن لكل هذا العهر التاريخي و العفن السياسي تحقيقاً لقوله تعالى ” و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض و لكن الله ذو فضل على العالمين ”صدق الله العظيم