المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي.
( المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة )
يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
( المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة )
بيان
في غضون حرب التطهير العرقي التي يشنها النظام السوري على حمص و ريفها و التي تهدد آلاف المدنيين بالإبادة الجماعية و على وقع القصف الجوي و الصاروخي الذي طال الريف الدمشقي في وسط البلاد و حلب و ريفها شمالاً و محافظة ” درعا ” جنوباً و محافظة دير الزور شرقاً و الكثير من المناطق الثائرة السورية و الذي خلف المئات ما بين قتيل و جريح و الهادف لنزوح ميداني جماعي لاسيما من محافظتي حمص و الريف الدمشقي بهدف إحداث تغييرات ديمغرافي على الأرض لأغراض وضيعة و خسيسة تجول في خواطر صناع القرار السياسي و الأمني بدمشق.
فقد أعلنت العشرات من نزيلات القسم السياسي في سجن دمشق المركزي الإضراب التام المفتوح عن الطعام احتجاجاً على سوء المعاملة و ظروف الإعتقال المهينة و المحاكمات الصورية الثأرية التي يتعرضن لها في ما بات يعرف بمحاكم الإرهاب السورية و سياسات الاخفاء المقصود لآلاف السوريات قسرياً في أقبية الأفرع الأمنية التابعة لسجون النظام السوري و أماكن احتجازه غير المشروعة بهدف كتم أصواتهن و حقائق ما تعرضن له خلال فترة اعتقالهن.
و قد علمت المنظمة السورية لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن مليشيات المخابرات الجوية ” كتيبة إرهاب المدينة ” اقتحمت المبني و اعتدت على السجينات السياسيات بالضرب المبرح و التنكيل وسط حصار خانق يهدف لعزلهن و تحويلهن لكتل منسية مستباحة كما هو حال مئات آلآف المعتقلين السياسيين السوريين.
الخلفية التاريخية:
إنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المعتقلين السياسيين في السجون السورية للخطر الداهم و الموت الزؤام الماحق على مدى سنوات الرصاص من حكم الأسد الأب و الإبن في سوريا، فقد وثقت المنظمات الحقوقية سبع مجازر جماعية في سجن تدمر العسكري خلال الأعوام 1980 – 1982 راح ضحيتها الآلاف و كانت أشنعها المجزرة التي وقعت في 22/6/1980 و التي أودت بحياة الآلاف من السجناء العزل حيث تمّ نقل مليشيات من سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد شقيق الأسد الأب بواسطة / 12 / حوامة إلى داخل السجن الذين اقتحموا الزنازين و اقترفوا مجزرة جماعية مروعة يندى لها جبين الانسانية بحق السجناء العزل وسط تكتم دولي سافر كما هو موقف المجتمع الدولي دوماً مع جرائم النظام السوري.
و بحسب اعترافات وزير الدفاع في عهد الأسد الأب ” مصطفى طلاس ” فقد كان الاعدام الميداني ينال من / 150 / ضحية من السجناء السياسيين على دفعتين في كل اسبوع و على مدى حقبة الثمانينات.
– بتاريخ 6/7/2008 اقترفت قوات النظام السوري مجزرة مروعة اخرى في سجن صيدنايا العسكري إثر عصيان قام به السجناء إحتجاجاً على أوضاعهم المأساوية و الذي كانت السلطات الأمنية القائمة على السجن قد مهدت له من خلال إنشاء مهجع خارجي تحت الأرض أودع فيه مئات المساجين لأشهر طويلة في ظروف يستحيل على القوارض أن تعيش بمثلها و في مرحلة لاحقة أضرمت السلطات الأمنية النار في المهجع الخارجي ” مهجع العفوبات ” مما أسفر عن أعداد كبيرة من القتلى و الجرحى تمّ التكتم على حقيقة أعدادهم بإعتبار أن ظروف سجنهم بالأساس سرية و من ثم زعمت السلطات الأمنية بأن السجناء هم من قام بذلك مما أورث حالة احتقان عام أفضت في نهاية المطاف لعصيان شامل في السجن قمعته السلطات الأمنية بشدة مما أفضى لقتلى تجاوزت أعدادهم السبعين بحسب ترجيحات المراقبين الحقوقيين.
– في الأول من يونيو من عام 2013 قامت قوات النظام و المليشيات التابعة لها بتنفيذ إعدامات ميدانية في محيط سجن حلب المركزي طالت أكثر من / 100 / معتقل من السجناء السياسيين العزل، ثم زعم النظام السوري لاحقاً عبر إعلامه أن الضحايا كانوا مسلحين و إرهابيين و مندسين و سلفيين و تكفيريين و …….. كما هي العادة دوماً.
إلا أن التعرف على جثامين الضحايا من قبل الأهالي أثبت كذب رواية النظام السوري كما هو الحال دوماً و أن جميع الضحايا لم يكونوا إلا معتقلين سياسيين من نزلاء سجن حلب المركزي.
تهيب المنظمة السورية لحقوق الإنسان بكافة الأحرار في هذا العالم و مناصري الحق و العدل و السلام و الانسانية الإلتفات للأوضاع المأساوية للمعتقلين السوريين في سجون النظام السوري المستباحة دمائهم و أعراضهم و الذين يتعرضون بحسب روايات مئات الشهادات لما يفوق الوصف من وسائل التعذيب البربري الوحشي الهمجي.
تشير المنظمة السورية إلى أن النظام السوري كان على الدوام يستخدم ورقة المعتقلين السياسيين للضغط و تحسين موقفه التفاوضي و هو يعلم في قرارة نفسه كنظام مغتصب للسلطة أن وجوده المادي مرهون بدور وظيفي إقليمي يؤدية لمصلحة الجوار السوري ” أمن اسرائيل ” و قد بات هذا الدور الوظيفي للنظام السوري مهدداً في ظل الأحداث الأخيرة في مصر و هو ما انعكس خوفاً في نبرة رأس النظام السوري بالأمس لوسائل الاعلام الذي يتعيش على فن زراعة الوهم في نفوس صناع القرار الغربي بأن البديل عنه سيكون خطراً عليهم و على اسرائيل بوصفه نظاماً إسلامياً متطرفاً .
إلا أن الأحداث المؤسفة الأخيرة في مصر ذات الطبيعة المجتمعية المتدينة ….. بعكس ما هو الحال عليه في المجتمع السوري أثبت أن حسابات صناع القرار الغربي و مراكز أبحاثه في وادي و الواقع على الأرض في وادي آخر منفصل تماماً.
تؤكد المنظمة السورية أن الحرية في طريقها للسوريين شاء من شاء و أبى من أبى و أن الحاضنة الشعبية و الجماهيرية السورية على يقين أن النصر سيكون حليف حقها المشروع في الحرية و الكرامة الانسانية في نهاية المطاف، و كلها ثقة أن تضحيات الشعب السوري العظيم في سبيل العدالة و نيل حقوقه الأساسية لن تذهب هدراً حتى لو تواطأت عليه و أساءت له جميع أساطين الشر وقوى الظلام في هذا العالم.
دمشق 4/7/2013 مجلس الإدارة
اترك تعليقاً