رسالة مفتوحة إلى الرئيس جوزيف بايدن

عزيزي الرئيس بايدن

بعد ثلاثة أيام من تجدد الثورة عسكرياً في سوريا ، أصدر البيت الأبيض بياناً على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت جاء فيه ما مفاده:

  • أن السبب فيما يحدث هو رفض نظام الأسد الانخراط في العملية السياسية و إتكاله على روسيا و ايران هو ما أدى لإنهيار دفاعاته العسكرية…!
  • لا دخل لأمريكا بهذه العملية التي تقودها منظمة إرهابية …!
  • تهيب أمريكا ” مع شركائها و حلفائها ” خفض التصعيد و حماية الأقليات و بالجملة المدنيين و الاتجاه في عملية سياسية تنهي الحرب الأهلية ….!
  • أمريكا ستبقى في سوريا مع جنودها ومواقعها خوفاً من داعش…!

أستميحكم عذراً يا سيادة الرئيس و بوصفي رئيس للمنظمة السورية لحقوق الإنسان أن أعرض عليكم رؤية الشعب السوري اليتيم و التي لم تكن تعنيكم في يوم من الأيام و التي طالما تجاهلتها إداراتكم.

أولاً: أعجبني في التصريح اختلاس عبارة ” خفض التصعيد و حماية الأقليات”  من المطبخ السياسي الروسي، وقد طعمت بنكهة خاصة حينما أضيف لها كلمة ” المدنيين ” و من ثم تحدث البيان عن خوض عملية سياسية مع المجرم الدولي بشار الأسد….؟

و سأقف سريعاً عند كل من النقطتين السابقتين ” المدنيين …. و العملية السياسية “

بداية أريد أن أتعرف على المدنيين الذين تريدون حمايتهم بكلماتكم الجميلة.

هل هم المليون ضحية  الذين قتلوا خارج إطار القانون على يد بشار الأسد من خلال القصف العشوائي الذي لم ينقطع لمدة عشر سنوات بالبراميل المتفجرة الغبية و الأسلحة الكيماوية على مرأى العالم و سمعه ؟

ثم أني أريد أن أتعرف على أطراف “العملية السياسية” التي تتحدثون عنها ؟

هل هم الضحايا الذين قتلوا وهجروا و اغتصبوا و فقئت عيونهم و قلعت أطرافهم ومن نجا منهم عاش بالعراء والشتات تحت الخيام لثلاثة عشر عاماً من جهة…. و القاتل السفاح الذي تلوثت يداه بدمائهم و تدنست بأعراضهم من جهة أخرى …؟

و برعاية من هذه العملية السياسية : حلفاء القاتل و شركائه في سفك دماء السوريين من الروس و الإيرانيين الذين سلمهم الرئيس السابق باراك أوباما رقاب السوريين على خلفية كراهية شخصية لكل ماهو عربي ومسلم و التي تكللت  جهوده بمنحنا مجاناً لإيران على هامش الاتفاق النووي من جهة و تسليط العدو الروسي علينا ليسحقنا و يحرق مدننا من جهة أخرى….؟

” لطفاً الرجوع لكتاب العالم كما هو لكبير مستشاري الأمن القومي للرئيس أوباما السيد بن رودس” 

ثانياً: أريد أن أقف عند الجزئية الواردة في تصريحكم و المتعلقة بوجود  منظمة إرهابية تقود عملية عسكرية في سوريا في إطار حرب أهلية.

بداية أنتم لن تقتنعوا أن ما هو قائم في سوريا منذ منتصف الشهر الثالث لعام 2011 إنما هو ثورة شعبية ضد نظام حكم  عسكري غاشم جثم على صدور السوريين بدعم منكم لأكثر من نصف قرن من الزمان لمجرد أن النظام السوري المجرم كان يلعب دوراً وظيفياً مفيداً لمصلحة حليفتكم إسرائيل.

كما أنكم لن تقتنعوا أن هؤلاء الذين خرجوا منذ يومين بالعملية العسكرية ووصفتهم بأنهم نتاج منظمة إرهابية هم أنفسهم هؤلاء الأطفال الذين سمحتم للنظام السوري المجرم و حلفائه الروس و الإيرانيين بأن يضعهم في باصات خضراء قبل خمسة عشر عاماً و يلقي بهم في مخيمات الشتات في الشمال السوري بدون أي مقومات للحياة.

لقد عاد الأطفال يا سيادة الرئيس بعد سنوات من الشتات الذي كنتم أنتم متواطئين فيه، و لكن على ظهور الدبابات هذه المرة يا سيادة الرئيس.

ثالثاً: داعش التي استخدمتموها مبرراً لبقائكم في سورية ودعمكم اللامحدود للفصائل الكردية الانفصالية، كانت وليدة البرامج الأمنية المشتركة التي سادت في حقبة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإجرامية في نيويورك، والتي لا يزال الشعب السوري يدفع من خلالها ثمناً باهظاً لجريمة لم يرتكبها.

لطفاً : وثائق ايميلات وزيرة الخارجية السابقة السيدة هيلاري كلينتون و التي نشرها الرئيس ترامب

داعش هي وليدة الغزو الأمريكي للعراق وقد استغلتها أجهزة الاستخبارات ـ الغربية والعربية  لاستهداف مجموعة عرقية ودينية بأكملها، وهي الأغلبية العربية المسلمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كنت أتمنى على إدارتكم قبل الرحيل و هي في أواخر أيامها أن تعتذر للشعب السوري عن جميع المآسي و العذابات التي تسببت له بها نتيجة الإذعان الأعمى لليمين المتطرف الحاكم في تل أبيب، و بسببه تعاني جميع دول جوار اسرائيل الذين باتوا في وضع غير قابل للحياة سواءاً العراق مصر لبنان الأردن.

آمل أن تأخذ إدارتكم، يا سيدي الرئيس، في أيامها الأخيرة بعين الاعتبار المعاناة والمآسي التي حلت بالشعب السوري نتيجة لفشل سياساتها، وأن ترسم في هذه المرحلة الحرجة مساراً أفضل لصالح البشرية

و تفضلوا بقبول الأمنيات

مهند الحسني المحامي

رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان

December 1, 2024

Open Letter

To President Joseph R. Biden

Dear President Biden:

Three days after the revolution in Syria was renewed militarily, the White House issued a statement, from the spokesman for the National Security Council, Sean Savett, saying:

  • That the reason for what is happening is the Assad regime’s refusal to engage in the political process and its reliance on Russia and Iran, which led to the collapse of its military defenses!
  • That the United States has nothing to do with this operation, led by a terrorist organization!
  • That the United States, together with its “partners and allies,” urges de-escalation, the protection of minorities and civilians in general, and a move towards a political process that ends the civil war!
  • That the United States will remain in Syria with its soldiers and positions, for fear of ISIS!

With respect, and in my capacity as head of the Syrian Organization for Human Rights, I would like to offer the perspective of the oppressed and forgotten Syrian people on this situation, a perspective that has been entirely ignored by your administration.

First:  On the notion of “de-escalation and protection of minorities”–a phrase taken from the political lexicon of Putin’s Russia, with only the addition of a broader concern for “civilians”—and the hope of moving to a political process with the international criminal Bashar al-Assad:

Who are the civilians you seek to protect with your words?  Are they the more than a million victims unlawfully killed by Bashar al-Assad through indiscriminate bombardment that has continued unrelentingly for over ten years, with barrel bombs and chemical weapons, in full view of the world?

And who are the parties to the political process you are calling for between these victims–who were killed, displaced, raped, had their eyes gouged out, their limbs torn off, with the survivors condemned to a miserable existence under the tents of internal displacement or exile for the past 13 years—and the killer whose hands are stained with their blood?  And under whose auspices?  The killer’s allies and his partners in shedding the blood of the Syrians, from Russia and Iran to whom former President Barack Obama handed the heads of us Syrians, giving us for free to Iran on the sidelines of the nuclear agreement on the one hand, and leaving the Russian enemy to crush us and burn our cities on the other.  (Please see the book The World as It Is, by President Obama’s Senior National Security Advisor, Mr. Ben Rhodes.)

Second: I would like to address the part in your statement regarding the existence of a terrorist organization leading a military operation in Syria within the framework of a civil war.

You will not be convinced that what has been happening in Syria since the middle of March 2011 is a popular revolution against a brutal military regime that has oppressed the Syrians with your support for more than half a century simply because the criminal Syrian regime was playing a useful functional role for the benefit of your ally, Israel.

You will also not be convinced that those who took part in this ongoing military operation and whom you described as the product of a terrorist organization are the same children whom you allowed the criminal Syrian regime and its Russian and Iranian allies to put on green buses eight years ago and throw them into displacement camps in northern Syria without any of the necessities of life.

The children have returned, Mr. President, after years of suffering and exile in which you were complicit, but on the backs of tanks this time, Mr. President.

Third: ISIS, which you have used as the justification for your stay in Syria and your unlimited support for the separatist Kurdish factions, was the offspring of the joint security programs that prevailed in the era after the criminal events of September 11 in New York, in which the Syrian people are still paying the price for a crime they did not commit, and of the American invasion of Iraq.  Its existence has been used by intelligence agencies—whether Western or Middle Eastern—to target an entire ethnic and religious group, namely the Arab Muslim majority in the Middle East and North Africa.Blind submission to the ruling extreme right in Israel has demanded this approach, which has left the countries of the region—whether Iraq, Egypt, Lebanon, Jordan, or Syria–in an unviable situation.  For the sake of the security of the civilian populations of the region and of the United States,a reckoning with the effects of over 20 years of these policies is long overdue.

I would hope that your administration, Mr. President, in its waning days, would consider the suffering and tragedies visited on the Syrian people as a result of its policy failures, and, at this critical juncture, chart a better course for the sake of all humanity.

Sincerely,

Muhanad Al-Hasani, Lawyer President of the Syrian Organization for Human Rights

Comments

رد واحد على “رسالة مفتوحة إلى الرئيس جوزيف بايدن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *