المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي.
( المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة )
يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
( المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة )
بيان
اسرائيل تحاول مد طوق النجاة للنظام السوري عبر ضربات جوية متفق عليها مسبقاً
فيما بين
النظام السوري و إسرائيل
عند كل نائبة تمر بها الثورة السورية يسارع حلفاء النظام السوري لمحاولة خلق مخارج له تساعده على التهرب من المسؤولية الجنائية عما يقترفه من جرائم و ذلك بإفتعال حادثة و تغطيتها إعلامياً بهدف خلط الأوراق و خلق رؤى ضبابية للفت الإنتباه عما يقترفه النظام السوري من جرائم بحق شعبه و المسارعة لإحتلال المساحات الإعلامية التي من المفترض أن تخصص للضحايا ” ببروبوغندا إعلامية ” لا هدف لها سوى التمويه عما يرتكبه النظام السوري من جرائم إبادة بحق المدنيين العزل.
بالأمس و تساوقاً مع جرائم الإبادة الجماعية و التطهير العرقي التي اقترفتها قوات النظام السوري في مدينة بانياس الساحلية أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على مركز البحوث في جمرايا معيداً ذات السيناريو الذي سبق له و أن حاول خداع العالم به في شهر يناير الماضي حينما زعم أن الطائرات الحربية الاسرائيلية أغارت على مركز البحوث في جمرايا و دمرته بالكامل ثم تبين من خلال صور الأقمار الصناعية كذب تلفيقات النظام و أن الضربة الجوية كان متفق عليها و أنها أصابت سيارات زيل عسكرية كانت تقف إلى جوار مركز البحوث و معدة خصيصاً كي تُقصف في مسرحية هزلية لا تنطلي حتى على الأطفال، إلا أن النظام السوري و حلفائه كعادتهم استثمروا الحادثة إعلامياً في محاولة اثبات انخراط اسرائيل مع المعارضة السورية في هدف إسقاط النظام السوري….؟
و اليوم تحاول اسرائيل إعادة نفس السيناريو للفت الإنتباه عن جرائم الإبادة الجماعية و التطهير العرقي التي يقترفها النظام السوري في المدن و القرى التي يتبع سكانها المذهب السني على الساحل السوري و ذلك من خلال عملية جوية استعراضية بهلوانية خلفت وراءها الكثير من النقع و الغبار بما يوحي بإشتراك اسرائيل بهدف اسقاط النظام و هو ما لم يعد من الممكن أن ينطلي على أحد.
و سرعان ما انهالت التصريحات من واشنطن و تل أبيب و طهران و موسكو بالإضافة لدمشق للتهويل أو التحليل أو التنديد أو البحث بما يسلط الضوء على القصف الاسرائيلي و يصرفه عن جريمة النظام.
لكن مع الأسف :
الجميع بات يعرف حقيقة العلاقة العضوية و المصيرية التي تربط ما بين اليمين المتطرف الحاكم في اسرائيل و ما بات يعرف بمحور المقاومة و الممانعة .
الجميع بات يدرك أنه في أعقاب فشل التطبيع مع مصر و التي استمرت محاولاتها لأكثر من خمس و ثلاثين عاماً انحسرت تيارات السلام داخل اسرائيل و تغول الليكود اليميني المتطرف بهواجسه و خرافاته على السلطة في اسرائيل و اكتشف على مدى سنوات الخبرة أن وجوده قائم على تنمية ذلك الحس بوجود خطر حال و محدق لدى الجمهور الاسرائيلي ….. ذلك الخوف من عدو إفتراضي كان قد أعد سلفاً و على مدى سنوات طويلة ليكون ” مخصب و محسن و مهجن و مدجن ” بمواصفات قياسية اسرائيلية.
عدو يحمي حدود إسرائيل من جهة ….. و يزبد و يرعد ” كظاهرة صوتية ” في وجهها من جهة أخرى …. عدو يؤمن لإسرائيل التفوق النوعي و الاستراتيجي و تدفق السلاح الغربي من جهة …. و عذر محل في مواجهة عنصريتها و اقترافاتها تجاه السكان العرب المسلمين و المسيحين أمام الرأي العام الغربي….. و من هنا نشأت حاجة كل طرف للآخر في علاقة عضوية ما بين محورين كلاهما شر على الإنسانية و يدفع الأطفال و النساء و الشيوخ في هذه البقعة من العالم ثمن تلك العلاقة دماً و أرواحاً طاهرة.
لقد أبدعت إسرائيل في صناعة عدوها بسمات و مواصفات إسلاموية كما هو الحال في لبنان العمامة السوداء و اللحية الطويلة التي تخفي ورائها حقد إجتماعي متجذر حتى النخاع على الاسلام السني … و بذات الوقت لا يفتىء عند كل سانحة من المتاجرة بقيم المقاومة و الممانعة بهدف الإبتزاز العاطفي للشعوب العربية و الاسلامية.
لقد تجذرت العلاقة العضوية التعاضدية ما بين محوري الشر، فكل منهما بحاجة للآخر فاسرائيل لا تستطيع أن تعتاش إلا على ابتزاز الغرب …. و من غير الممكن تحقيق هذا الهدف بدون عدو إفتراضي يحميها و يلعب دور ” الفزاعة ” على حدودها بما يؤمن استجلاب المعونات و المساعدا الغربية و استدرار العطف الغربي و الذي وصل حتى الآن لأكثر من / 86 / مليار دولار من أمريكا وحدها و هذه هي الأرقام المعلنة أما الحقيقة فلا يعلمها إلا الله.
من جهته محور المقاومة و الممانعة و الذي فهم قواعد اللعبة و عرف حاجة إسرائيل لكلب وفي يحمي حدودها من جهة و يصرخ في وجه سيده في تل أبيب من جهة أخرى مستجلباً له المعونات و المساعدات ما ظهر منها و بطن في مقابل استمراره في السلطة.
و شعوب المنطقة التي ترنوا للحرية تدفع الثمن لأن اسرائيل لا تتحمل دولة ديمقراطية على حدودها و تفضل أنظمة الحديد و النار لضمان استمرار قواعد اللعبة
و هكذا مرّ على ثورة الشعب السوري ست و عشرون شهراً عجافاً ذبح فيها النساء و الشيوخ و الأطفال و المجتمع الدولي أو ما يطلق عليه المجتمع الدولي ملجوم عن القيام بأي دور فاعل و السبب الحقيقي في شلليته ضغوط اليمين المتطرف الاسرائيلي على مجلس الأمن الدولي الذي كشفت الثورة السورية حقيقته بوصفه مجلساً عنصرياً معادياً لكل ما هو عربي و مسلم.
بالأمس فقط خرج علينا الرئيس الأمريكي الذي سبق له و ” بوجه متجهم ” تحذير النظام السوري من مغبة التفكير ” مجرد التفكير ” بإستخدام السلاح الكيماوي …. ليبعث و ” بوجه صبوح ” التطمينات للنظام السوري بأنه لن يتم استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض السلم و الأمن الدوليين في سوريا و أن الموقف يجب أن يكون دولياً للنظر فيما إذا كان الاستخدام ممنهج للسلاح الكيماوي من قبل النظام أم لا.
يمعنى أنه يشترط اليوم استخدام ممنهج للسلاح الكيماوي .. و كأن الإبادة الجماعية بالذبح و الحرق لا تكفي”
و ها هي اسرائيل اليوم و بعد أن كثرت تصريحاتها المعادية للنظام في الآونة الأخيرة بهدف منحه شهادة حسن السلوك تمد ذراعها الآثمة من خلال عمليات جوية وهمية بهلوانية تهويلية متفق عليها مع النظام السوري تحاول خلق المخارج أمامه لإنتشاله مما هو فيه علّها بذلك تعيد اللعبة القديمة التي دفع ثمنها السوريين دماً إلى مساراتها الصدئة و لكن…. هيهات يا تل أبيب.
فالنظام السوري الذي قصف حواضره بالصواريخ البالستية و الطائرات ثابتة الجناح و زرع السيارات المفخخة على طول البلاد و عرضها و اقترف أشنع المذابح الجماعية بحق المدنيين لم و لن يتورع عن التنسيق مع اسرائيل التي امتدت مفاوضاته السرية و العلينة معها على مدى سنوات حكم الأسد الأب و الابن على ضربة جوية استعراضية و اعلامية تهيء له الفرصة السانحة ليبيع و يشتري بالوطنيات.
خلفيات الموضوع :
نهاية الاسبوع المنصرم اقترفت قوات النظام السوري مجزرة مروعة في قرية البيضا التي تقطنها فئات سكانية من الطائفة السنية راح ضحيتها بحسب شهود العيان و باحثين ميدانيين ما بين / 300 – 500 / ضحية حيث اقتحمت قوات مما يعرف بالجيش الوطني و هو عبارة عن مزيج من اللجان الشعبية الطائفية و مليشيات الشبيحة العلوية قرية البيضا و أعملوا فيها فتكاً و ذبحاً و تدميراً .
من الأهالي من تمّ إخراجه من منزله و حرقه أمامه و منهم من تمّ الإجهاز عليه داخل منزله بعد إغتصاب زوجته أو ابنته أمامه ثم يأتي دور الإعدام الميداني للجميع ذبحاً بالسكاكين في معظم الحالات.
و في اليوم التالي و حوالي الساعة الخامسة عصراً اقتحمت قطعان الشبيحة و اللجان الشعبية الطائفية قرية رأس النبع و قاموا بسلب و نهب و إغتصاب العشرات و من ثم ذبح الأهالي كالنعاج و بحسب شهود عيان و باحثين ميدانيين فإن عدد الضحايا تجاوز / 250 / شهيداً جلهم من النساء و الشيوخ و الأطفال حالهم كحال شهداء قرية البيضا جميعهم تمّ قتلهم في عملية تطهير عرقي ممنهجة و واسعة النطاق منقطعة النظير.
جميع تلك الاستهدافات الجماعية تمت بعد قصف عنيف لتلك الأحياء السنية بالأسلحة الثقيلة ” دبابات و مدفعية و راجمات صواريخ و هاون ” من البر بإلإضافة للقصف العنيف من البوارج الحربية من البحر و في كلتا الحالتين مازال مصير الآلآف من أهالي المنطقة الذين اقتيدوا لجهات غير معلومة مجهولاً.
كما اقتحمت مليشيات الموت الطائفية قرية بساتين اسلام بعد تعرضها للقصف الشديد و اقتادت المئات من أهاليها إلى جهة مجهولة ضمن خطة ممنهجة للتهجير القسري للسكان من الطائفة السنية و مازال مصير المئات منهم مجهولا.ً
و في جميع تلك الهجمات لم تترك مليشيات الموت البربرية خلفها شجرة و لا شاة و لا مورداً للرزق إلا و أعملوا فيه قتلاً و حرقاً و دماراً و تخريباً بحيث قضوا على أسباب الحياة بما يتعذر على أهالي تلك المناطق من أبناء الطائفة السنية العودة إليها مستقبلا.
و قد أدت عمليات الإبادة الجماعية مع التطهير العرقي و الإخلاء القسري إلى حركة نزوح جماعي على أساس ديني ” ترانسفير ” بأعداد هائلة للسكان المحليين من الطائفة السنية تاركين خلفهم جثث أبنائهم و أحبائهم مسجاة و مبعثرة في الشوارع دون أن يتمكنوا حتى من دفن أي منهم.
و قد منعت قوات النظام الأعم الأغلب من تلك العوائل من دخول مدينة طرطوس مما اضطرهم للتجمع على مداخل المدينة بدون ماء أو دواء أو طعام أو أي من متطلبات الحياة.
بدورنا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان نطمئن مجلس الأمن الدولي و من يحركه من وراء الكواليس بأنه لا داع للقلق أو الشجب أو الاستنكار لأن جميع ضحايا تلك الهجمات كانوا من الأكثرية السنية ذات الدم الرخيص.
دمشق 5 – 5 – 2013 مجلس الإدارة
اترك تعليقاً