يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة
منعاً لتفاقم الموقف، لمجلس الأمن، قبل أن يقوم توصياته أو يتخذ التدابير المنصوص عليها في المادة 39، أن يدعو المتنازعين للأخذ بما يراه ضرورياً أو مستحسناً من تدابير مؤقتة، ولا تخل هذه التدابير المؤقتة بحقوق المتنازعين ومطالبهم أو بمركزهم، وعلى مجلس الأمن أن يحسب لعدم أخذ المتنازعين بهذه التدابير المؤقتة حسابه.
المادة 40 من ميثاق الأمم المتحدة
لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب إلى أعضاء “الأمم المتحدة” تطبيق هذه التدابير، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفا جزئياً أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية.
المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة
إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض أو ثبت أنها لم تف به، جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه. ويجوز أن تتناول هذه الأعمال المظاهرات والحصر والعمليات الأخرى بطريق القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة لأعضاء “الأمم المتحدة”.
المادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة
بيان
لاحقاً للبيان الصادر عن المنظمة السورية لحقوق الإنسان بتاريخ 6/8 / 2012 و الذي جاء في أعقاب استقالة المبعوث الدولي كوفي أنان بتاريخ 2/8/2012 .
http://www.anhri.net/?p=57625
فقد أعلن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الابراهيمي أمس الخميس 16/8/2012 عن موافقته على أن يحل محل المبعوث الدولي السابق كوفي عنان كوسيط دولي بشأن سوريا و الذي تعثرت مهمته بسبب جمود و تعثر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة .
هذا و قد سبق للاخضر الابراهيمي و أن تردد في قبول المهمة لمدة خمسة عشر يوماً تقريباً طالباً له صلاحيات جديدة و متفق عليها سلفاً من مجلس الأمن الدولي كمبعوث دولي كي لا يجتر تجربة سلفه المبعوث الدولي السابق كوفي عنان .
هذا الموقف كان موضع إحترام و تقدير الشعب السوري للسيد الأخضر الابراهيمي لا سيما بعد بيانه الاسبوع الماضي و الذي طالب فيه مجلس الأمن الدولي و دول المنطقة بالإتحاد لضمان انتقال سياسي للسلطة يمكن أن يحدث في أسرع وقت ممكن .
لكن يتردد اليوم أن السيد الابراهيمي كان قد قبل بالمهمة بعد أن وصل لتسوية بموجبها يتمّ تغيير اللقب من المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة و الجامعة العربية إلى لقب آخر لم يتم الكشف عنه حتى الآن…!!
و تغيير مقر إقامته بحيث يتخذ من نيورك مقراً له بخلاف المبعوث السابق عنان الذي كان يتخذ من جنيف مقراً له…… !!
تؤكد المنظمة السورية لحقوق الإنسان على السيد الإبراهيمي أن يكون رحيماً بتاريخه و أن يربأ بنفسه عن أن يكون مشجباً تعلق عليه أدران مجلس الأمن الدولي و تحذره من مغبة الإنخراط بهذه المهمة بدون تفويضات و صلاحيات مستمدة من المواد / 41 –42 و ما بعدها / من ميثاق الأمم المتحدة و بالإستناد للنصوص الملزمة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان لفرض مناطق حظر جوي و مناطق عازلة و آمنة للسوريين و ذلك تحت التهديد بإستخدام القوة بمواجهة النظام السوري القاتل لشعبه و المنفلت من جميع القيم القانونية و الأخلاقية و الإنسانية و الذي لم يتورع عن قصف المدنيين بالطائرات و الدبابات و المدفعية الثقيلة و راجمات الصواريخ لإخماد جذوة التوق للحرية في نفوس الشعب السوري اليتيم.
ما و إلا فإن السيد الإبراهيمي سيجتر تجربة سلفه كوفي عنان المريعة و ستتواصل و تتصاعد جرائم الابادة الجماعية بحق السوريين و التي يلعب فيها المجتمع الدولي المتواطئ مع النظام القاتل دور المتستر على الجريمة بتعينه روسيا التي لا شرعية لها بشغل مقعد الاتحاد السوفيتي السابق في مجلس الأمن الدولي و التي تمر حالياً بمرحلة المافيا السياسية لتكون ناطقاً رسمياً و وحيداً بإسمه فيما يتعلق بالأزمة السورية التي ما فتئت تتحدث بلسان تضليلي مخاتل عن حوار سياسي بين جميع الفرقاء … و عن احترام مبادئ الأمم المتحدة … و أن الفيتو الروسي جاء للدفاع عن أهداف الامم المتحدة …و أنه لا يمكن أن يستخدم النظام السوري الأسلحة التي تزوده بها ضد المعارضة …. إلى ما هنالك من ترهات و مهازل تاريخية مقززة.
خلفيات الموضوع :
قد يعتقد البعض و منهم السيد الإبراهيمي ” أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ”
إن السيرعلى هذا المنوال في التفكير كان قد كبد السوريين على مدى خمسة أشهر من تنفيذ خطة عنان / 12452 / ضحية ممن عرفوا لدينا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان و هو ما يتجاوز عدد الضحايا منذ بدء اندلاع شرارة الثورة السورية لحين بدء خطة عنان و على مدى سنة كاملة من الزمن ب/ 1992 / ضحية .
و من تتبع مسار الأحداث في الأيام اللاحقة لإستقالة المبعوث الدولي كوفي عنان نجد تصاعد عنف النظام و تزايد سقوط الضحايا المدنيين .
ففي اليوم التالي لتقديم المبعوث الدولي السابق كوفي عنان لإستقالته الواقع في الجمعة 3/8/2012 سقط / 143 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي ممن عرف لدينا من الضحايا يبلغ / 23055 / ضحية .
و في اليوم الذي يليه السبت 4/8/ 2012 تجاوز عدد الضحايا / 214 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 23269 / ضحية
و في اليوم الذي تلاه الأحد 5/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 163 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 23432/ ضحية.
و في اليوم الذي تلاه الاثنين 6/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 261 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي/ 23693 / ضحية.
و في اليوم الذي تلاه الثلاثاء 7/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 255 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 23948 / ضحية.
و في اليوم الذي تلاه الأربعاء 8/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 171/ ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي/ 24119 / ضحية.
و في اليوم الذي تلاه الخميس 9/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 143 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي/ 24262/ ضحية .
و في اليوم الذي تلاه الجمعة 10/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 151 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي/24413 /ضحية.
و في اليوم التالي السبت 11/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 127 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 24540 / ضحية .
و في اليوم التالي الأحد 12/ 8/ 2012 تجاوز عدد الضحايا / 157 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 24697 / ضحية.
و في اليوم التالي الاثنين 13/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 123 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 24820 / ضحية.
و في اليوم التالي الثلاثاء 14/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 96 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 24916 / ضحية.
و في اليوم التالي الأربعاء 15/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 189/ ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 25105/ضحايا.
و في اليوم التالي الخميس 16/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 249/ ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 25354/ ضحية.
و في اليوم التالي الجمعة 17/8/2012 تجاوز عدد الضحايا / 169 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 25523/ ضحية.
و اليوم السبت 18/8/2012 و هو وقفة عيد الفطر المبارك تجاوز عدد الضحايا / 171 / ضحية بحيث أصبح العدد الاجمالي / 25694 / ضحية و ذلك ممن عرفوا من الضحايا فقط لا غير.
بمعنى :
أن مدافع و دبابات و طائرات النظام السوري إضافة لحملات المذابح الجماعية التي تقترفها مليشيات الشبيحة كانت قد خلفت / 2782 / ضحية خلال / 15 / يوم فقط و هي الفترة الكائنة ما بين استقالة المبعوث الدولي كوفي عنان و حتى الآن ….بمعدل / 186 / ضحية في كل يوم .
سياسياً :
رحب النظام السوري بالمبعوث الدولي الجديد قبل يحسم المبعوث الدولي السيد الابراهيمي موقفه و يصدر موافقته على قبول المهمة و كأن موافقته كانت من باب التحصيل الحاصل.
في حين قالت روسيا ( شريكة النظام السوري ) أنها تتوقع من المبعوث الدولي الجديد أن يعمل على أساس خطة عنان .
– صحيح أن الخطة كبدت السوريين منذ تقديم الخطة و حتى الآن / 15234 / ضحية.
– و أشركت سلاح الجو في قصف المدن السورية ( التي لا نص عليها في الخطة ) إضافة للآليات الثقيلة من دبابات و مدفعية و راجمات صواريخ و التي كان من المقرر سحبها بموجب الخطة من محيط المدن.
– و حافظت على نظام العقوبات الجماعية التي يفرضها النظام من خلال منع المساعدات الانسانية التي تسعى الأمم المتحدة لتوزيعها و التي اشترط النظام أن يوزعها بمعرفته هو على الأقربين و الأولى بالمعروف.
– و طمست ( و لله الحمد ) تلك المسافة التي كانت تفصل ما بين ملف الاعتقال السياسي و القتل خارج القانون فأصبح كثير من المعتقلين السياسيين يتم اعدامهم ميدانياً لحظة إعتقالهم و بذلك تسارعت وتيرة الافراج عنهم لكن إلى دار البقاء لا الفناء.
– كما كان هناك تعديلاً تكتيكياً في إحترام حق التظاهر السلمي و التعبير عن الرأي في سوريا ، فلم يعد يطلق النار على المتظاهرين السلميين و إنما استخدمت تقنيات جديدة كالهاون و راجمات الصواريخ لتفريقهم.
و الأطرف هذا كله تصريحات رئيس المراقبين الجديد السنغالي باباكار غالي الذي ما فتئ يعبر عن ارتياحه لمجرد وجود البعثة في سوريا و يؤكد أنه ماضي في وجوده في سوريا بكل الأحوال و أن جهوده تحولت من وقف العنف لمراقبة آثاره ..!!
و فيما يتعلق بالتحول السياسي الذي من أجله قامت الثورة و بذلت الدماء و النفوس الزكية فقد وضعت روسيا في جنيف مبادئ الانتقال السياسي في سوريا ( و لله الحمد ) و كان فتحاً من فتوح العارفين بآليات التحول الديمقراطي للنظم السياسية لم يشهدها العالم من قبل .
و تتمثل في انتقال سياسي للسلطة مع بقاء السلطة و رأس السلطة في مكانه … وهذه هي النظرية الروسية التي لا يستطيع أحد في العالم كله فهمها إلا….. ( لا فروف ).
واضح :
من موقف النظام السوري و حليفه الروسي الرغبة المشتركة في إجترار ذات التجربة السابقة المتمثلة في الابادة الجماعية تحت المظلة الدولية و هي آخر صيحات الموضة في مجلس الأمن الدولي.
مسرحية هزلية تتم بموجبها التغطية أو التمويه الدولي من خلال لجنة مراقبين دوليين بدون صلاحيات و مبعوث دولي منزوع الفتيل للظهور بمظهر من يقوم بالواجب في مقابل إطلاق ذات يد النظام لإرتكاب أكبر قدر ممكن من الاستهداف الجماعي غير الفردي بشعبه المطالب بتغييره.
إذا كان هذا السيناريو هو هدية مجلس الأمن الدولي لأطفال سوريا اليتامى و نساءها الثكالى بمناسبة عيد الفطر السعيد فشكراً لمجلس الأمن الدولي لكننا نربأ بالسيد الابراهيمي و نحن نكن له الاحترام أن يضع يده و يساهم في تغليف هذه الهدية.
اترك تعليقاً