الإنسان يعود لمشاعر الانتماء الأولي الفطري ” مشاعر ما قبل الدولة ” الفئوي و القبلي و الطائفي و العشائري و العائلي و غيرها في ظل نظام الطغيان و الاستبداد … و لا يخفى على أحد أن حكم القلة الباغية يقتات على تأجيج أمثال هذه المشاعر.المنظمة السورية لحقوق الإنسان على يقين أن الموقف التواطئي للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي شكل المناخ الملائم و التربة الخصبة لمشاعر التطرف على اختلاف أنواعها و منها التطرف الديني لكنها على يقين أن ذلك عارض و زائل بزوال السبب لأنه غير أصيل في نفوس السوريين .لقد كان من الطبيعي للسوريين الذين خرجوا في ثورة شعبية سلمية عارمة و طالبوا بإسقاط النظام … و تلقوا الرصاص الحي بصدورهم العارية لأكثر من ستة أشهر و عيونهم معلقة على المجتمع الدولي و مجلس الأمن الذي كان من المفترض به أن يحفظ السلم و الأمن الدوليين و على الأمم المتحدة و غيرها من المنظمات الدولية. كان من الطبيعي لهم بعد كل خيبات الأمل من هذه المنظومة الدولية التي استرخصت دمائهم أن يجيل البعض منهم الطرف عنها و يتحول بعيون الرجاء لأبواب السماء التي لا تخيب رجاء المظلومين. لم يكن أحد يعتقد أن كل تلك المنظومة الدولية تدار بطريقة التحكم عن بعد من تل أبيب التي يحكمها يمين متطرف لا يتحمل دولة مدنية عصرية حرة ديمقراطية على حدوده لأنها تهدد وجوده ” كيمين متطرف”و بذات الوقت فقد كان من الطبيعي أيضاً أن ينتصر لهم لفيف من الأحرار ” مسلمين و مسيحيين ” من كافة بقاع الأرض و إن كانت نسبتهم لا تزيد عن 3 – 4 % من مجموع الثوار في سوريا.ليعلم المجرم الدولي بشار الأسد و حلفائه من قوى الشر و التطرف و الكراهية في هذا العالم أن الشعب السوري سينتصر مهما طال الزمن و مهما كلف الثمن و سينبلج من رحم الأحزان و الأوهام الذي يعيشه السوريين حالياً إبن شرعي لسوريا يقف على مسافة متساوية من جميع أبنائها دونما تمييز لأنه بحبهم على اختلاف مشاربهم و أعراقهم و لا يقصفهم ببراميل الموت و لا يخنقهم بالغازات السامة و لا يذبحهم بسكاكين الشبيخة و لا يقتات على إثارة النعرات الطائفية و العنصرية فيما بينهم و ستحيا سوريا وطناً حراً كريماً مدنياً ديمقراطياً عزيزاً شاء من شاء و ابى من أبى.
دمشق 17/10/2013 مجلس الإدارة
اترك تعليقاً