من المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
السادة رؤساء و ملوك و وزراء خارجية وفود الدول الأعضاء المشاركين في القمة .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الله عز و علا:
” و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنين “
تعقد قمتكم هذه في ظروف خاصة و استثنائية تتواطئ فيها الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي و المتحكمة بمصير العالم مع النظام الحاكم في دمشق الموغل بدماء السوريين حتى الثمالة.
إن مهمة تعزيز التعاون و التضامن بين الدول الاسلامية و حشد الموارد و الطاقات و توحيد الجهود للدفاع عن مصالح و رقي و رفاهية الشعوب التي تمثلونها يستوجب عليكم اتخاذ موقف جدي و شجاع من ميثاق الأمم المتحدة الذي كشفت نكبة السوريين عن عوراته و الذي تبين أنه مفصل من قبل منتصري الحرب العالمية الثانية قبل ثمانية و ستين عاماً ليحمي شعوباً و أعراق و أديان دون أخرى و ليقسم شعوب الأرض ما بين أصحاب دماء غالية و أخرى رخيصة و هو ما لم يعد يخفى على أحد.
إن الحقيقة التي لا بد لمؤتمركم اليوم من مواجهتها هي أن الشعوب العربية و الاسلامية لم تعد تشعر بالأمان و الاستقرار بالعيش في ظل هذا الميثاق القائم على التمييز و الهيمنة و إزدواجية المعايير الموجهة نحو الشعوب العربية و الاسلامية.
المنظمة السورية لحقوق الإنسان تطالبكم بتحمل مسؤولياتكم و أنتم تمثلون شعوب / 57 / دولة و ذلك من خلال المطالبة بعقد دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة لتعديل الميثاق بأغلبية الثلثين تبعاً لنص المادة / 199 / منه و ذلك بحذف كلمة ” متفقين ” من الفقرة الثالثة من المادة / 27 / منه و المتعلقة بالتصويت و التي باتت مثار اشمئزاز جميع المظلومين و المستضعفين في كل مكان.
إن كلمة ” متفقين ” تلك باتت حجر عثرة تحول دون حفظ السلم و الأمن الدوليين، فهي التي سمحت لوزير خارجية روسيا ” لافروف ” بأن يمنع وصول الإغاثة لأكثر من ستة ملايين سوري على طول البلاد و عرضها حينما اعترض على فكرة الممرات الآمنة لوصول الغذاء و الدواء للمحتاجين إليه، أو حتى فرض مناطق حماية للنساء و الشيوخ و الأطفال من القصف العشوائي في المناطق المتاخمة.
لقد سبق للمجتمع الدولي ممثلاً ب / 133 / دولة و أن تبنى مشروع القرار العربي المتضمن انتقال سلمي للسلطة في سوريا غداة استقالة المبعوث الدولي ” كوفي أنان ” لكن كلمة ” متفقين ” الواردة في المادة / 23 / من الميثاق أطاحت بالإرادة الدولية على يد منديل القذارة التابع لمجلس الأمن الدولي.
ثم تبنى المجتمع الدولي بأغلبية / 137 / دولة قراراً يدعوا لإدانة النظام القاتل و محاسبة المتورطين بالجرائم ضد الانسانية و دعم جهود الجامعة العربية بضمان انتقال سلمي للسلطة في سوريا إلا أن كلمة ” متفقين ” الواردة في المادة / 23 / من ميثاق الأمم المتحدة كانت قد ضربت بالإرادة الدولية عرض الحائط.
و في وقت لاحق وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية / 193 / دولة على قرار يدعوا الأسد الإبن للتنحي عن السلطة و تسليم صلاحياته لنائبه ، إلا أن الكلمة المقيتة ” متفقين ” حالت دون تحقيق ما اجتمعت عليه الإرادة الدولية.
و بالشهر الماضي طالبت / 52 / دولة بإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية إلا أن البلطجة الدولية التي شرعنتها كلمة ” متفقين ” الواردة في المادة / 23 / حالت دون ذلك و هو ما لم يعد بالإمكان التعايش معه.
و المضحك بالأمر أن الإحالة للعدالة الدولية لا يكون إلا عبر مجلس الأمن الدولي و الذي بات اليوم يضم بين أعضائه من هم الأولى بالإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية لأنهم لعبوا دوراً في الاشتراك بالجريمة التي أفضت حتى اليوم لمقتل أكثر من خمس و ستين ألف سوري ممن تمكنا من توثيقهم و التستر على الفاعل الأصلي في دمشق و محاولة خلق المنافذ له لا ليتنصل من المسؤولية الجنائية فحسب و إنما لمكافأته بالسلطة بعد ذلك.
حضرات السادة الأفاضل:
إن عهد القطبية الثنائية قد ولى إلى غير رجعة و الاتحاد السوفيتي السابق سقط غير مأسوف عليه و بالتالي فإن الحكمة من اشتراط ” الاتفاق في التصويت ” و التي وردت في الفقرة الثالثة من المادة / 27 / من الميثاق لم تعد قائمة …….ثم أن روسيا التي تمر اليوم بمرحلة المافيا السياسية لا تملك الحق بوراثة الاتحاد السوفيتي السابق بدون موافقة من الجمعية العمومية على عملية التوريث.
و إن استمرار الظلم على هذه الشاكلة و تأبيد هذا الوضع المزري هو السبب الكامن وراء جميع الظواهر السلبية التي تصرّ قوى الشر العالمي على معالجة ظواهرها و نتائجها دون البحث في مسبباتها.
إن العالم اليوم يسير بخطى ثابته نحو استتباب قيم الديمقراطية و الحرية و تعميم المبادئ السامية لحقوق الإنسان و هو ما يفرض عليكم المسؤولية التاريخية بأخذ زمام المبادرة لإصلاح حركة التاريخ بعد / 68 / سنة من إعلان ميثاق الأمم المتحدة بتعديل المادة / 27 / منه المتعلقة بالتصويت و طي الكلمة التميزية ” متفقين ” منه مرة و احدة و إلى الأبد و إن شعوبكم التي باتت تسمع و ترى بإنتظار أفعالكم لا أقوالكم و السلام على من اتبع الهدى.
اترك تعليقاً