Blog

  • هل الوجود الروسي في مجلس الأمن الدولي شرعي ….؟

    المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان
    ” سـواسـية “
    المادة 24
    1- رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به “الأمم المتحدة” سريعا فعالا، يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس الأمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم والأمن الدولي ويوافقون على أن هذا المجلس يعمل نائبا عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات.
    2.- يعمل مجلس الأمن، في أداء هذه الواجبات وفقا لمقاصد “الأمم المتحدة” ومبادئها والسلطات الخاصة المخولة لمجلس الأمن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات مبينة في الفصول السادس والسابع والثامن والثاني عشر.

    1. – يرفع مجلس الأمن تقارير سنوية، وأخرى خاصة، إذا اقتضت الحال إلى الجمعية العامة لتنظر فيها.

    في ظل الإنهيار الدراماتيكي في النظام العالمي بعد الانفلات الروسي من عقاله و العدوان العسكري على الشعب السوري و الاوكراني هناك سؤال مرجعي يطرح نفسه بإلحاح.

    هل الوجود الروسي في مجلس الأمن الدولي شرعي ….؟

    بالعودة لميثاق الأمم المتحدة المادة / 23 / تنص على أن الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي هم الصين و فرنسا و إتحاد الجمهوريات السوفياتية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية .

    روسيا لم يرد ذكرها في هذه المادة التي عددت الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي ، و النص واضح و ثابت غير قابل للتحريف أو التأويل أو لوي العنق فهو قطعي الدلالة بما جاء فيه.

    لكن الإتحاد السوفيتي (انقرض) من خارطة العالم و تبعثر اشلاءاً و لم يعد له وجود مادي، وعلى فرض أن هناك رغبة بنقل مقعد الإتحاد السوفيتي السابق إلى ” روسيا ” باعتبارها إحدى الدول الناشئة عن تمزقه، و على فرض أن هذه الرغبة كانت مشروعة لسبب أو لآخر فمن المفترض
    ” وجوباً لا جوازاً ” أن يتم تعديل نص المادة / 23 / من الميثاق بحيث نستبدل دولة اتحاد الجمهوريات السوفيتية بروسيا…. أليس كذلك

    لكن لتعديل الميثاق لا بد من إعمال المادتين / 108 – 109 / والتي نصت : أنه لتعديل أي مادة من الميثاق يجب انعقاد مؤتمر عام لأعضاء الأمم المتحدة جميعا ” لإعادة النظر في الميثاق بعد تحديد المكان وأقرب موعد لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة و التعديل يجب أن يكون بأغلبية الثلثين..؟
    و بالعودة إلى السوابق القانونية في هذا المجال وجدت أنها تسير على ذات المنوال حينما اعتمدت الجمعية العامة التعديلات التي أدخلت على المواد 23-27-61 بتاريخ 17/2/1963 وكذلك التعديلات التي أجريت على المادة / 109 / والتي أصبحت نافذة في 12/6/1968.

    فما الذي حدث في موضوع توريث روسيا مقعد الاتحاد السوفيتي المنقرض في مجلس الأمن الدولي عام 1991 لماذا لم يتم دعوة الجمعية العامة للتصويت ولماذا لم يتم تعديل المادة / 23 / حتى الآن ولماذا مازال الاتحاد السوفيتي وارداً بالميثاق بصفته عضو دائم …؟

    بالعودة لما جرى في ذلك العام بعد تفكك الاتحاد السوفيتي تم التوقيع على بروتوكول ” ألما أتا ” من قبل بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي معلناً نهايته و الموافقة على أن تتولى روسيا مقعد الاتحاد السوفيتي و كتبت روسيا للأمم المتحدة رسالة تطلب تعديل المادة / 23 / بحيث تستبدل روسيا بالإتحاد السوفيتي و ألا يتغير شيء.!
    لكن خبراء القانون الدولي في ذلك الوقت شككوا بشرعية الإجراء المخالف لصريح نص المادة
    / 24 / من الميثاق التي جاء فيها : رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة سريعاً فعالاً يعهد أعضاء الهيئة ” الجمعية العامة ” إلى مجلس الأمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم والأمن الدوليين و يوافقون على أن هذا المجلس يعمل نائباًً عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التتبعات و على مجلس الأمن أن يعمل وفقاً لمقاصد الأمم المتحدة و مبادئها و عليه أن يرفع تقارير بذلك للجمعية العامة للأمم المتحدة ….؟

    *إذا العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي ليست حق مكتسب للعضو الدائم.

    • العضوية بمجلس الأمن نيابة و تخويل و توكيل من قبل الجمعية العامة لأعضاء مجلس الأمن.
      *على العضو الدائم ” النائب أو الوكيل” أن يتقيد بحدود الوكالة و المتمثلة بالعمل وفقاً لمقاصد الأمم المتحدة و أن لا يخرج عن حدود التفويض الممنوح له.
    • الجمعية العامة هي السلطة العليا التي على مجلس الأمن أن يرفع إليها التقارير.

    إذاً : نحن هنا أمام مركزين قانونيين مختلفين تماماً ولكل منهما آثاره القانونية :

    فإما : أن نأخذ بالمادة / 24 / من الميثاق والذي بموجبه العضوية الدائمة في مجلس الأمن نيابة و تفويض تعهد بموجبه الجمعية العامة للأعضاء الخمسة أداء التتبعات الرئيسية لحفظ السلم والأمن الدوليين و في هذه الحالة فلا يجوز للنائب او للوكيل أو المفوض الخروج عن حدود التفويض و بالتالي يمكن عزله إذا تجاوز حدود ما فوض به أو خالف مقاصد الأمم المتحدة وإلا فما فائدة تقديم التقارير للجمعية العامة في هذه الحالة العضوية الدائمة بمجلس الأمن …. مسؤولية و التزام.

    أو : أن نأخذ بالنظرية الروسية و التي تعتبر العضوية الدائمة حق عيني أصلي أو تبعي مكتسب للعضو الدائم و بالتالي تقع عليها جميع آثار الحقوق العينية أي أنها تنتقل بالإرث كما حدث سابقاً و الحق الذي ينتقل بالإرث ممكن أن ينتقل بكافة وسائل إنتقال الملكية كالبيع أو الرهن أو غيرها و يمكن لصاحب الحق المغتصب أو المكتسب عنوة أن يقوم بأعمال التصرف أو الإدارة ” الإيجارة ” مثلا و في هذه الحالة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي إثراء بلا سبب.
    اليوم العضوية بمجلس الأمن الدولي ” إثراء بلا سبب ” بدليل ما حدث حينما شحن الرئيس الروسي نظيره السوري بشار الأسد إلى موسكو منفرداً بطائرة شحن عام 2015 حيث تخلي الأخير عن أرصدة مصرفية بقيمة / 45 / مليار دولار لإبنة الرئيس الروسي في مقابل / 15 / فيتو بمجلس الأمن بالإضافة لضمان استمراره بالسلطة عنوة والعقاب الجماعي للشعب السوري إما بوضعه تحت الخيام بقية عمره أو حصار و تجويع من لم يتمكن من الهرب ….و نلاحظ هنا أن الرئيس الروسي قام بعمل من أعمال الإدارة لحقه المكتسب في مجلس الأمن الدولي.

    مشكلتنا أن الأعم الأغلب من خبراء القانون الدولي المسموعي الصوت الذي تخصص لهم و لجامعاتهم و مراكز أبحاثهم المساحات الإعلامية و ترهف الآذان لسماع أصواتهم و يفرش السجاد الأحمر أمامهم هم إما أمريكان أو إنجليز أو فرنسين ولا مصلحة لأي منهم بالخيار الأول و من الصعب أن يتحلى أي منهم بالنزاهة الفكرية و الأمانة العلمية أو سعة الصدر الأكاديمية التي تجعله يقبل أن يقال له أن عضوية بلادكم في مجلس الأمن الدولي”مسؤولية و ليست إمتياز” و أنه من المفروض عليها أن تعمل وفقاً لمقاصد الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين و أنه يمكن للجمعية العامة أن تنهي التفويض إذا خرجت دولتكم عن حدود ما فوضت به.
    هم يفضلون في قرارة أنفسهم أن يقنعوا أنفسهم و من ثم يحاولوا إقناع العالم من حولهم أنهم موجودين في مجلس الأمن بمفاعيل مكانتهم الحضارية التي يستحقونها لسبب أو لآخر أو في أسوء الأحوال بحكم ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها دولهم و تهدد بها شعوب الأرض و يمنعونها عن الآخرين وإن كانوا يخجلون من التصريح بذلك علناً لاعتبارات أخلاقية أو أكاديمية.
    لذلك التزموا الصمت المريب و لفرض الأمر الواقع تمسكوا برأي فقهي متناقض و مهلهل للسفير الروسي السابق في بريطانيا ألكسندر فلاديميروفيتش باكوفينكو جاء فيه: إن الدولة الخلف و يقصد روسيا هي دولة جديدة تشكلت من تفكك الدولة السابقة و يقصد ” الاتحاد السوفيتي ” و ليس لها حقوق أو التزامات مستمرة و يجب إعادة التفاوض على جميع الحقوق و الإلتزامات التي كانت للدولة السلف …… إلى هنا كلام معقول و مقبول …. لكنه أردف :
    ومع ذلك فإن الدولة المستمرة هي الجزء الأكبر بعد إنفصال جزء صغير منها، إنها تحافظ على الحقوق و الإلتزامات السابقة للبلد القديم بما في ذلك العضوية بالمنظمات الدولية والسفارات و بالتالي فإن روسيا دولة مستمرة و ليست خلف….؟
    لا أعرف كيف تكون خلف حيناً و مستمرة حيناً آخر… يبدوا بحسب المصلحة بمعنى فيما يتعلق بالديون التي كانت على الدولة المنقرضة فإن روسيا خلف و فيما يتعلق بالمميزات فهي مستمرة…؟

    ثم كيف لرأي فقهي لدبلوماسي متقاعد أن يخالف صريح النص القانوني الملزم والثابت بالمادة/ 24 / من ميثاق الأمم المتحدة و كيف عاشت البشرية منذ عام 1991 و حتى الآن مع مجلس أمن دولي عضود بدون شرعية سواءاً من حيث تركيبته أو من حيث قراراته .
    للإجابة على هذا السؤال نجيل الطرف شرقاً نحو مخيمات اللجوء السوري التي تضم بين حناياها أكثر من نصف السكان المحليين بتهمة الإرهاب الروسية، جيل من الأطفال نشؤوا و عاشوا على مدى 11 سنة بدون تعليم حفاظاً على بشار الأسد و زمرته، و إذا أجلنا الطرف غرباً ستجد الآلة الدموية الروسية الجارفة تجتاح أوكرانيا و تكنس في طريقها ملايين اللاجئين إلى أوروبا تمهيداً لمصير مجهول لن يكون بالتأكيد بقتامة مصير الشعب اليتيم في سوريا لأن العيون الزرق تشفع لأصحابها عند دهاقنة مجتمع الغاب الدولي و من قبل أوكرانيا كانت جورجيا و من قبلها أحرق الروس كروزني و لا يعلم إلا الله من هو التالي مادامت العضوية في مجلس الأمن الدولي حق مغتصب وليست تفويضا و تخويلا.

    المحامي مهند الحسني
    رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان ” سواسية”

  • الوثيقة السرية بين بوتن وترامب!

    الوثيقة السرية بين بوتن وترامب!

    جريدة امريكية فضحت بنود الوثيقة السرية التي سلمها الرئيس الروسي بوتين الى نظيره الرئيس الامريكي دونالد ترامب في القمة الاخيرة التي جمعتهما بهلسنكي و التي لم تنكرها الادارة الروسية …!!!

    جرى تسريبها بعد ان سلمها ترامب لفريقه المرافق بالخطأ وجرى ترجمتها حرفيا وبنودها :
    اعتبار ان المسلمين السنّة قد خسروا الحرب العالمية الثالثة ، وبالتالي يجب فرض شروط قاسية عليهم وإخضاعهم ووضعهم تحت المراقبة الصارمة ، وشروط اقسى من تلك التي فرضت على الخلافة العثمانية بعد انهيارها ، وتبين انها غير كافية بعد الذي حصل بسوريا والعراق …!!!
    وتدمير مؤسساتهم الدينية وتغيير مناهجهم التربوية والدينية …!!!
    والعمل على تحييد اللغة العربية والهيمنة على مقدراتهم وأعادتهم ١٠٠ سنة الى الوراء عبر البنود التالية:

    ١- الإبقاء على بشار الأسد بسوريا وتسليمه الحدود مع اسرائيل للمحافظة على أمنها وتقوية نظامه والطائفة العلوية وتسليمها كافة مفاصل الدولة وإطلاق يدها بتنفيذ حملة تطهير شاملة عبر الجيش السوري والمليشيات التابعة أو المعارضة المعتدلة التي تستسلم للنظام تباعاً وستطال كل سني مصنف خطر أو ذو توجه إسلامي …!!!
    والعمل على علمنة الدولة أو فرض التشيع بدلا من الدين السني الذي يجب محوه على مدى الخمس سنوات القادمة …!!! واستقدام ٥ الى ١٠ ملايين شيعي من ايران وافغانستان وباكستان ولبنان للعيش بسوريا …!!!
    ومساعدة نظام الأسد من خلال احداث توازن طائفي …!!!
    وكذلك العمل على اعادة السورين الى بلادهم ليتسنى فرزهم وتصفية العناصر الخطرة أو اعتقالهم وإعادة تأهيل الباقين …!!!
    ٢- نقل المعتقلين السورين الخطرين وخاصة الاسلاميين الى معتقلات خاصة تم بناءها بروسيا بمناطق نائية وسرية ويشرف عليها ضباط روس للتحقيق معهم ومعرفة خفايا وأسرار ما حدث لتجنبه مستقبلا …!!!
    واجراء محاكمات عسكرية وتنفيذ احكام قاسية وعقوبات سجن لمدة طويلة حتى يموت معظمهم بالسجون أو يجري تصفيتهم …!!!
    ٣- شن حملة اعتقالات واسعة تطال كل علماء ومشايخ السنة بكل الدول العربية والإسلامية وفرض عدد محدود من المشايخ والبرامج الدينية يتم الموافقة عليهم ومراقبتهم من قبل مراكز متخصصه يتم تجهيزها بالقاهرة بالتعاون مع المخابرات المصرية والاردنية والموساد الاسرائيلي …!!!
    ٤- بعد احكام القبضة على سوريا …!!!
    يجب الإطاحة بحكم اردوغان قبل سنة ٢٠٢٣ ( اَي قبل انتهاء العقوبات الدولية المفروضة على الخلافة العثمانية بعد انهيارها سنة ١٩٢٣) وعدم السماح للإخوان بالوصول لأي حكم واعتبارهم منظمة ارهابية مثلهم مثل الوهابية والسلفية ومحاكمة أعضاءهم وإعادة القومية الاتاتوركية للحكم بتركيا بعد أضعاف اقتصادها وتدميرها ثم تقسيمها …!!!
    ٥- تحميل دول الخليج تكلفة الحرب كلها وإعادة إعمار سورية والتعويض على الدول التي حاربت الاٍرهاب السني وخصوصا روسيا وأمريكا ، وفرض مبلغ ٥٠٠ مليار دولار على السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت يدفع حتى نهاية ٢٠١٩ لروسيا تحت طائلة إرسال طائرات السوخوي لقصف قصور الأمراء الخليجيين الذين يمتنعون عن الدفع واعتبارهم ارهابيين …!!!
    ٦- تجفيف المال العربي وافقار الشعوب لأدنى مستوى لفرض روح الهزيمة والانحلال وسحق الطبقة المتوسطة وسحب الأموال من ١٥٠ ثري من الأغنياء ورجال الاعمال اصحاب المليارات المعروفين في كافة الدول العربية وإجبارهم على الدفع تحت طائلة اعتبارهم ارهابيين وفتح ملفاتهم واعتقالهم …!!!

    أرأيتم يا ساده كيف ينظر لنا قادة ما يسمى عالم حر .
    و المضحك بالموضوع ان روسيا تدعوا للعملية سنوية مناهضة للنازية بالأمم المتحدة.
    هل ادركتم الان من هم النازيين الحقيقين.
    ممكن من الان و صاعده نسمي الأشياء بمسمياتها و نقول روسيا النازية بدلا من الاتحاد الروسي.

  • الدكتورالطيب التيزيني في ذمة الله

    الدكتورالطيب التيزيني في ذمة الله

     

     

    بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره أسرة المنظمة السورية لحقوق الإنسان “سواسية” تنعي وفاة عضو مجلس إدارتها الدكتور مجمد طيب تيزيني الذي وافته المنية بالأمس في مسقط رأسه حمص، للراحل الكبير الرحمة وللشعب السوري طول البقاء

    إننا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان إذ نعزي أنفسنا وشعبنا الأبي والتراث الانساني بانتقال تلك الهامة الفكرية والأدبية الباسقة إلى دار الخلود فإننا وللإنصاف من باب المطلع نسلط الضوء على جملة الحقائق التالية:
    في هذه العجالة لن أتطرق لما هو معروف لدى الجميع عن الجانب العام من شخصية الراحل و المتعلقة بمكانته العلمية و الأدبية بصفته أحد أهم مائة فيلسوف في عصره لاسيما و أن مكتبة التراث الفكري العالمي تذخر بمؤلفاته بالعربية و الألمانية و إسهاماته في التراث الفكري و الإنساني. كما لن أتطرق للجانب الخاص من شخصيته و أتحدث عن تواضعه و دماثة خلقه و قربه من الناس و إيمانه بشعبه و قدرته و جدارته الحضارية فيما لو أتيحت له الفرصة التاريخية و لعل جولة بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي تثبت وفاء السوريين لرموزهم الوطنية و الهوة السحيقة التي خلفها فراقه في بنية و نسيج المجتمع السوري.
    لكننا سنسلط الضوء على بعض الجوانب التي يجهلها الناس عنه رحمه الله من خلال تجربتنا المشتركة في العمل العام في المجال الحقوقي والانساني من خلال المنظمة السورية لحقوق الإنسان و الصدام مع سلطة الأمر الواقع في دمشق قبل و بعد تأسيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان.

    أولاً : الدكتور الطيب مثقف حر.
    لمع نجم الدكتور الطيب التيزيني و ذاع سيطه في الأوساط العلمية و الأكاديمية على مستوى دولي في الثمانينات، الأمر الذي أغرى الأسد الأب لاستقطابه، فطلب من أحد العاملين لديه التواصل معه و إعلامه بنية الرئيس تعينه مستشاراً ثقافياً له.
    إتصل معه الدكتور إسكندر لوقا و هو يكاد يطير من الفرح و يزف له البشارة و التي كانت تعني في ذلك الوقت راتب من القصر بحدود ثلاثين ألف ليرة شهريا بالإضافة إلى سيارة رسمية من أفخم نوع بالإضافة لإمكانية الاستفادة من السكن المجاني في أحد مشاريع القصر الجمهوري التي كانت توزع فيها المنازل على المقربين.
    هذا طبعا عدا صرف النفوذ والاستيلاء على المناصب العليا سواءاً في الجامعة أو الدولة بالإضافة لمنصب الوزارة التي تلوح بالأفق.
    قبل الدكتور الطيب في ذلك الوقت المهمة على مضض اعتقادا منه أنه بقبولها يمكن له أن يؤثر إيجابيا على عقلية و نفسية الديكتاتور الأب و يحمله لتقديم المكاسب الإنسانية للناس.
    لم يمضي نيف من شهر بعد استلامه الوظيفة الجديدة حتى طلبوا منه إعداد محاضرة لإلقائها ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المتزامن مع معرض الكتاب في مكتبة الأسد.
    و كان مقررا في هذا الأسبوع الثقافي إلقاء سبعة محاضرات من قبل سبع محاضرين باختصاصات مختلفة و كل منهم يتحدث عن شخصية الأسد كقائد استراتيجي من جهة اختصاصه و كان دور الدكتور الطيب في ذلك الوقت إلقاء محاضرة تتحدث عن الأسد الأب بصفته مثقف استراتيجي بارز.
    تلعثم الدكتور الطيب بالمهمة الجديدة و اتصل بمندوب القصر الجمهوري و طلب إليه نسخة عن انتاج الرئيس الأسد الفكري و الثقافي كي يتمكن من تقييمه، فرد عليه بالقول أنت تعرف ان السيد الرئيس لا يملك وقتاً لتأليف الكتب لكن بإمكانك دراسة خطاباته و الاستعانة بها للولوج لأغوار فكره الفريد و بعد جدل قال له : بإختصار المحاضرة المطلوبة عبارة عنها صفحتين و كلما تردد بين السطور إسم السيد الرئيس أكثر، كلما ضجت القاعة بالتصفيق أكثر و كلما كانت المحاضرة أنجح.
    أدرك الدكتور طيب في ذلك الوقت الهوة التي وقع فيها و رغم محاولاته التأقلم مع الوضع الجديد إلا أن هاجساً انتابه أنه سيعود لمنزله في أعقاب المحاضرة و ينتحر.
    فما كان منه إلا أن قرر فجأة أن يلوذ بالفرار و يحتمي بقريته ” تيزين ” التي اتصل منها بمندوب القصر الجمهوري و أعلمه باستقالته و أنه يعلم أنه سيطرد من الجامعة لذلك قرر العودة إلى قريته ليمضي ما تبقى له فيها بعيدا عن الناس.
    قامت الدنيا و لم تقعد في دمشق و قد تقرر إلغاء الأسبوع الثقافي بمجمله قبل أيام من انعقاده في حين ظل الدكتور التيزيني رحمه الله متوارياً عن الأنظار
    بعد نيف من شهر اتصل به مندوب القصر و أعلمه أن الرئيس يريد مقابلته فعاد إلى دمشق و ذهب للمقابلة بوسائل النقل العامة و استقبله الأسد الأب شخصياً في بيته و حاول أن يكون ودوداً معه و حضرت ابنته جانب من المقابلة التي تحدث فيها الأسد نشأته الريفية الفقيرة و محطات حياته وصولاً لصراعه على السلطة و كيف تمكن من القضاء على خصومه السياسيين و كيف تمكن من الإطاحة بهم و استفرد بالحكم و في نهاية حديثه طلب من الدكتور طيب أن يتحدث عن نفسه و عن ظروفه الحياتية و المعاشية فأخبره أنه بخير و أنه يقيم في منزل يملكه ” و كان في ذلك الوقت يسكن في ملحق عبارة عنه غرفتين على سطح إحدى المباني في مدينة حرستا بالقرب من دمشق ”
    سأله الأسد وكيف انتقلت إلى هنا فقال له الدكتور طيب بسيارتي التي تتسع لسبعين راكباً و أنا سعيد معها حينها فهم الأسد أن الحديث معه لا جدوى منه فإنهى المقابلة على عجل و طلب من مندوب القصر الذي كان ينتظر بالخارج مرافقته للطريق العام… قال لي الدكتور طيب ” رحمه الله ” كانت تلك الليلة التي خرجت فيها من المقابلة بدون صفقات من أجمل ليالي العمر فقد انتهت الطامة التي كادت تحيق بي و تلتف على عنقي و تكبس على أنفاسي إلى غير رجعة فقد أصبح مفهوماً أن هذا الرجل ليس للبيع.
    ثانيا : الدكتور الطيب مثقف إيجابي محب لشعبه و مؤمن به.
    لعل أهم ما يميز الدكتور التيزيني أنه قارئ جيد لمسار حركة التاريخ و من خلال ذلك تمكن من استشفاف الأفق المستقبلي القادم على سوريا جراء القهر و الظلم و الاستبداد و في سبيل تجنب هذا المصير أمضى ما تبقى من حياته و هو يبذل قصارى جهده كي لا تصل إلى ما آلت إليه الأمور فيما بعد.
    في سبيل ذلك حاولنا مرارا وتكرارا إقناع النظام السوري بمؤسساته الأمنية بأننا لسنا سياسيين و إنما مجموعة مثقفين و أكاديميين نختلف عنهم في أننا اجتمعنا على حب الوطن و ليس على عبادة رئيسه، و أننا حريصين على مسافة أمان منهم بما يحول دون وضعنا في الجيب الصغير، و بذات الوقت لسنا في مواجهتهم كخصوم سياسيين، إلا أن خيارنا هو الانحياز للطرف الضعيف المغلوب على أمره في محاولة منا للدفاع عنه و تلمس رؤاه و التعبير عنها في إطار الدستور و القانون.
    وتحملنا في سبيل تحقيق هذه المعادلة الصعبة على عقلية نظام شمولي غاشم الكثير على جميع المستويات و كم حاولنا تحذيرهم من أن الزلزال المجتمعي في سوريا قادم ما لم يتم تداركه بالمكاسب الإنسانية و الانفراجات القانونية و الدستورية و أنه سيخلف في حال حدوثه هوة مجتمعية سحيقة لا يمكن رأبها بسهولة في مستقبل الأيام،
    لكن طبقة أمنية و سياسية أسكرتها السلطة المطلقة و انتشت بها و أعمت بصيرتها احتكار القوة الغاشمة و المال السياسي بالإضافة لاستحواذها على الحقيقة المطلقة كانت أبعد ما تكون عن أن تفتح عقلها و قلبها لنا.
    أذكر ندوة أو مناظرة للدكتور الطيب في مقر نقابة المهندسين بحضور الكاتبة كوليت خوري و وليد المعلم الذي أصبح وزيرا للخارجية، حينها تحدث الدكتور الطيب عن ضرورة فتح الدائرة من الداخل و ذلك بمشروع وطني جامع ” و يقصد الدستور ” على أن يشارك به جميع ألوان الطيف المجتمعي السوري و أذكر كيف تصدى له وليد المعلم مدافعاً عن المادة الثامنة في ذلك الوقت و قال بالحرف الواحد إن إي إصلاح أو انفتاح في حال وجوده إنما هو ما تقرره القيادة السياسية الحاكمة فقط دون أي حق للمشاركة العامة بها.
    في هذه النقطة كان يتجلى الخلاف ما بين الشخصيتين فالطيب التيزيني فيلسوف كبير لكنه أحب السوريين و عاش بينهم و آمن بهم و لم يقبل على نفسه أن يتربع على هضبة فكرية أو معرفية بعيدا عنهم في حين أن خيارات وليد المعلم هي الانكفاء على نفسه في عالم السلطة المغلق و النظر للناس من الأعلى و التماس الرضا من شخص سيده و مولاه.
    و كان من الطبيعي على سلطة بهذه المواصفات أن تضيق ذرعاً بنا و أن تلجأ لخياراتها المعتادة و حلولها السهلة فتم اعتقالي و التنكيل بي و إحالتي لمحاكم الجنايات بسبع تهم جنائية الوصف بالإضافة لتحريك الدعوى المسلكية بحقي من قبل نقابة المحامين بأوامر من المخابرات و استصدار قرار بحقي بمنعي من ممارسة المحاماة مدى الحياة، بالإضافة للضغط بكافة الوسائل على أعضاء مجلس إدارة المنظمة فتم إبلاغ الدكتور صادق العظم رحمه الله خطياً بضرورة إنهاء عمل المنظمة السورية و بذات الوقت التضييق على أعضاء مجلس الإدارة بمختلف الأساليب الوضيعة و صولاً للاعتداء على السلامة الجسدية عليهم بما في ذلك الدكتور الطيب و الصحفية منتهى الأطرش.

    ثالثاً : الطيب التيزيني مات حزينا لأن جميع جهوده التي بذلها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سوريا اصطدمت بعقلية نظام أحمق.

    لقاء مصور مع الدكتور طيب التيزيني – لقاء اليوم

    أذكر في أعقاب اندلاع ثورة الكرامة في سوريا واشتراكه في الحوار الذي دعا إليه نائب الرئيس في ذلك الوقت فاروق الشرع و حديثه عن حرمة الرصاص و ضرورة إخراج المساجين و تفكيك الدولة الأمنية المهيمنة و إطلاق الحريات العامة و التأسيس لدولة القانون بعدها بأيام تمت دعوته من قبل الأسد الابن للقاء و الحقيقة أنه لم يبح لي و لا لغيري بما جرى في هذا اللفاء، لكني على يقين أنه خرج من ذلك اللقاء مطرودا بعد أن فقد الأسد الابن أعصابه و جميع المؤشرات تؤكد أنه طالبه بالاستقالة إنقاذا لسوريا من مصير أسود محتوم فيما لو استمر بعقلية صاحب الحق المكتسب بالحكم، و بعدها بأيام اعتقلت أجهزة المخابرات أولاده و أعادوهما إليه بعد أيام و هما في وضع يرثى له من شدة التعذيب و حينما عرضت عليه ردة فعل قوية من قبل المنظمة رفض و قال لي بانكسار ” الناس في سوريا سواسية في القهر”
    و شاءت الأقدار أن تتحقق نبؤه شيخ الفلاسفة في آخر أيامه فقد رأى المدن و المحافظات السورية تمحى عن الخريطة الواحدة تلو الأخرى و الشعب السوري يركب البحار و القفار هرباً من القصف بالكيماوي و البراميل المتفجرة.
    لقد رأي بأم عينه سوريا ذات السبعة آلاف ربيعاً تقسم إلى مناطق نفوذ و كنتونات و تتحكم بها مليشيات صفوية و أخرى روسية و عصابات شيعية بينما الأسد الابن مازال متشبثاً بما بقي له من كرسي كان قد ورثه عن أبوه بالحديد و النار .

    لله درك أيها الشيخ النبيل كم تحمل قلبك الكبير المفعم بحب الناس مأسي و أحزان و كم فاضت عيناك بالدموع على السوريين الذين باتوا في الشتات و العراء .
    سيذكرك التاريخ بما أنت أهله فالتراث الإنساني يفيض برؤاك وأفكارك و ابداعاتك.
    في حين سيتبؤء القتلة و السفاكين المغتصبين للسلطة في دمشق مكانتهم اللائقة بهم في صدر مزبلة التاريخ.
    عهدا علينا أن نسير على دربك بالنزاهة و العفاف و التضحية و الإصرار و ستجدنا يوماً نتحلق حول مثواك الطاهر في عاصمة الثورة السورية لنستلهم من ذكراك و نستنشق عبير ثراك و نقول ها قد تحقق الحلم أيها النبيل.
    المحامي مهند الحسني
    رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان

  • صادق جلال العظم في ذمة الله.

    صادق جلال العظم في ذمة الله.

    بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره أسرة المنظمة السورية لحقوق الإنسان “سواسية” تنعي إليكم نبأ وفاة رئيسها الفخري وعضو مجلس إدارتها الدكتور صادق جلال العظم الذي وافته المنية في تمام الساعة السابعة من مساء أمس في برلين الموافق الاحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦، للراحل الكبير الرحمة وللشعب السوري الذي آمن به ودافع عنه طول البقاء.

     

    إننا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان إذ نعزي أنفسنا وشعبنا الأبي والتراث الانساني بانتقال تلك الهامة الفكرية والأدبية الشامخة إلى دار الخلود فإننا وللإنصاف من باب المطلع نسلط الضوء على جملة الحقائق التالية:

    * لا يخفى على أحد الواقع المرير الذي عاشته الجامعة السورية منذ استيلاء العسكر على السلطة في سوريا صبيحة ٨/آذار/١٩٦٣ والذي أسبل بظلاله القاتمة على مختلف مناحي الحياة الجامعية. فقد كان لسياسة إغراق الجامعة بالمدرسين غير المؤهلين علميا والمستوردين من جامعات الصداقة في دول الإتحاد السوفيتي السابق أوخم الأثر، والذين احتلو مقاعد الأساتذة العريقين من دعاة الفكر والتنوير واستقلالية الأفكار الذين درسوا في جامعات أوربا وتأثروا بالفكر الحر في السياسة والاقتصاد والذين كانت تنضح بهم الجامعة السورية قبل إن يغزوها أشباه المثقفين, الأمر الذي  أفقد الجامعة هيبتها واستقلاليتها وحولها إلى خلية بعثية تنتج وتجتر ثقافة عبادة الفرد في سوريا. وعلى مدى عقود تسابق الأكاديميين الجامعين الجدد للعب دور المرايا المحيطة بالطاغية سوآءا أكان الأب وفي مرحلة ما شقيقة “رفعت” من خلال جمعيته لخريجي الدراسات العليا وفي مرحلة لاحقة الأولاد” باسل ومن بعده ماهر وبشارالأسد” بهدف تضخيم صورهم واكسابهم أهمية مقتبسة من أهمية تلك الشخصيات التي كان يتم الحاقها بهم.

    في خضم هذه العملية كان الأكاديمي السوري يضطر للتخلي عن نزاهته الفكرية التي كان من الواجب أن يتحلى بها كأستاذ جامعي في مقابل منافع مادية يغدقها عليه الطاغية أو حتى في مقابل الأمان والسلامة الجسدية.

    وقد حاول الأسد” الأب ومن بعده الابن” استمالة الدكتور صادق بإغراءات عدة لاسيما وأنه من دعاة التنوير والعلمانية المعروفين على مستوى دولي وهو بثقله الفكري والأكاديمي مغري للطاغية المتبجح بالعلمنة في سعيه لإثبات أنه في خندق واحد مع الدكتور صادق وأن البديل المحتمل عنه سيكون اسلامي متطرف.

    غير أن عنصر النزاهة الفكرية التي تحلى بها الراحل الكبير كان أكبر من المغريات السلطوية فآثر العيش في حالة الشتات متنقلا من بلد لآخر على أن ينخرط في قطيع مثقفي السلطة في سوريا أو أن يكون جزءاً من تلك الملهاة الطاغوتية.

    * في أعقاب اندلاع ثورة الكرامة في سوريا وجد الدكتور صادق أن مكانه الطبيعي إلى جوار الناس المستضعفين من أبناء شعبه فتبنى مبادئ الثورة وأمن بعدالة مطالبها ففال فيها كلماته:

    إن الثورة السورية هي ثورة سواء تأسلمت (صارت إسلامية) أو تعلمنت (صارت علمانية)

    هي كاشف أخلاقي وإنساني وثقافي لكل البديهيات القديمة

    هي ثورة ضد التبرير والقبول الكاذب لواحد من أكثر الانظمة الشمولية تفسخا وعنفا

    كل من هو منخرط في جوهرها لا يخشى منها ولا يخشى عليها. كل من هو جالس على حافتها.. سيصيبه الرعب منها. أصلا الرعب واحد من أهم سمات الثورات

    الثورة السورية هي من أعمق ما قامت به جماعة بشرية على امتداد العالم، توقيفها مستحيل، ببساطة لأنها نضجت بفعل الزمن، ولا أحد يستطيع إيقاف الزمن. وانا العبد الفقير لله وحرية الإنسان سأبقى معها.. حتى لو التهمتني، حتى لو كنت من ضحاياها، حتى لو دفعت الثمن غاليا جداً، لو دفعت حياتي. سأبقى منحازا لها ما دمت قادراً على التنفس.
    في مقابل ذلك أحاطه السوريين على اخلاف مشاربهم وانتماءاتهم وبكافة ألوان طيفهم بحبهم ورعايتهم وهو في محراب وداعه الأخير بعد أن أعاد إلى أذهانهم صورة الرجل العام التي طالما افتقروا إليها على مدى سنوات الرصاص والتصحر من حكم آل الأسد  في سوريا.

    * نعاهد الله في المنظمة السورية لحقوق الإنسان وشهداء الحرية والكرامة وتلك الهامات الباسقات والأباء المؤسـسين للجمهورية الذين طالما حاول النظام المجرم أن يطوي صفحتهم ويطمس صورهم على أن نبقى على العهد وأن نخلد ذكراهم لتبقى منارات للأجيال القادمة ورمزاً للقيم الحضارية والانسانية الخالدة التي أرساها لنا الكبار من أبناء شعبنا ومنهم الراحل صادق جلال العظم.

    الراحل في سطور

    – الدكتور صادق العظم مفكر و فيلسوف سوري ولد في دمشق عام ١٩٣٤ و درس فيها ثم انتقل إلى بيروت و منها إلى أمريكا حيث نال درجة الدكتوراه في الفلسفة الحديثة من جامعة “ يال ” عام ١٩٦١.

    – شغل في حياته عدة مناصب علمية وأكاديمية منها أستاذاً الفلسفة والفكر المعاصر في أهم الجامعات الأمريكية والألمانية واليابانية والبلجيكية والهولندية والعربية في كل من عمان وبيروت.

    – كان أحد الأعضاء المؤسـسين للمنظمة السورية لحقوق الإنسان عام ٢٠٠٤ وأحد من تحمل عناء الدفاع عن المستضعفين من أبناء شعبه على مدى عقود مما عرضه للكثير من الضغوط والتهديدات الحكومية.

    – تصدر الموقعين على إعلان بيروت دمشق في ١٢ مايو ٢٠٠٦ الذي طالب الحكومة السورية بتصحيح مسار علاقاتها مع بيروت واحترام استقلال وسيادة لبنان وانهاء سياسات الاغتيالات السياسية.

    – أصدر المختل عقلياً بشار الأسد أمر باعتقاله صيف عام ٢٠٠٦ جراء استهزائه بالنصر الالهي لحزب الله على اسرائيل بلا فوز ولا ظفر واستهتاره بالنزعات الانتصارية الديماغوجية العربية التي كان ومازال يعتاش عليها النظام السوري وقد تم حجز حريته لعدة أيام وكادت أن تتحول إلى عدة سنوات لولا تدخل أحد عقلاء أركان النظام في ذلك الوقت.

    – حاز على العديد من الجوائز كان من أهمها جائزة لتونولد لوكاش للتفوق العلمي عام ٢٠٠٤.

    –  له العديد من المؤلفات باللغات العربية والانكليزية وقد ترجمت أعماله للفرنسية والتركية والايطالية والألمانية والهولندية والسويدية والنرويجية والفارسية وغيرها.

    – بعد اندلاع ثورة الكرامة في سوريا في ١٥/آذار / ٢٠١١ انحاز “بصفته مثقف يمثل الضمير و الوجدان الجمعي” إلى مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة الانسانية وتموضع حيث حتم عليه وجدانه أن يكون إلى جوار المظلوم والمقهور ومن لا ملاذ له حيث عمل على تأمين المدارس للأطفال في المناطق المحاصرة والأكثر حرماناً فأنشأ مؤســسة صادق العظم للثقافة والتعليم المجاني وافتتح ثلاث مدارس بدوامين في مدينة كفرنبل ومعهد للتقوية للصفوف السادس ابتدائي والتاسع والبكالوريا بالإضافة الى عدة مؤسسات تعليمية أخرى.

    499ce034-50b8-419c-bbf4-02e449262967

    رابط العزاء

     

  • مجلس الدول الخمسة يتآمر على حق الشعب السوري بالحياة

    مجلس الدول الخمسة يتآمر على حق الشعب السوري بالحياة

     

    بيان

     

    ما إن أبلغت واشنطن أنقره بداية الإسبوع المنصرم أنها ستسحب صواريخ الباتريوت الدفاعية من مواقعها على الأراضي التركية قبل اكتوبر المقبل و التي كان من معولا عليها أن تكون الركيزة العسكرية لمنطقة الحظر الجوي التي كان من المزمع إنشاءها و التي تأمل فيها السوريين أن تكون ملاذا أمنا للملايين منهم الفارين من جحيم القصف الجوي الحكومي السوري …… حتى سارع النظام المجرم بدمشق صبيحة اليوم التالي ١٦/ آب لشن هجوم صاروخي فتاك بذخائر فراغية على سوق مكتظ بالمدنيين في دوما الواقعة في الغوطة الشرقية على تخوم دمشق مستعملا الطائرات الميغ ٢٣ التي كانت الحكومة الروسية قد زودته بها قبل أيام فقط من وقوع المجزرة، مما أسفرت عن مصادرة أرواح ما لا يقل عن / ١٢٠ / شهيد بالإضافة لأكثر من / ٢٠٠ / جريح جلهم من النساء و الأطفال و العدد مرشح للزيادة في ظل الحصار و النقص الحاد في الغداء و الدواء.

    الطريف بالأمر أنه و على ايقاع الإدانات الدولية حث النظام السوري الخطى نحو حصد مزيد من أرواح السوريين عبر نشر الموت في عموم البلاد فاستهدف ببراميله الغبية و صواريخه الفراغية حرستا و مديرا و عربين و الزبداني و داريا و دوما مجددا و التي صادر فيها بالأمس فقط أرواح أكثر من / ٥٠ / ضحية مجددا و وزع الموت ببراميله المتفجرة على قرى سهل حوران و سهل الغاب و أرجاء واسعة من حلب و حمص و حماه و إدلب و غيرها.

    – في اليوم التالي كشفت مصادر إعلامية إيرانية عن مفاوضات أمريكية مع النظام بوساطة عمانية في مسقط و قد تزامن ذلك مع تسريبات صحفية روسية تحدثت عن قدرة النظام السوري العسكرية قمع الثورة السورية فيما لو تمكنت أمريكا من لجم الدور التركي، مما يشير إلى أن سحب صواريخ الباتريوت الأمريكية من المنطقة الحدودية الأمنة التي كان من المتفق إنشاءها على الحدود التركية كان ثمرة المباحثات التي أفضت للهولوكوست الدموي على عموم التراب السوري.

    بدورها عبرت الخارجية الأمريكية عن إدانتها للاستخفاف بحياة المدنيين و هددت بالمزيد من الإدانات و الاستنكارات في حال تجدد اقتراف مجازر مشابهة من قبل بشار الأسد ….؟

    في حين امتنع هذه المرة الأمين العام للأمم المتحدة عن الشعور بالقلق المعتاد و ترك مهمة القلق لأحد مساعديه هذه المرة….؟

    أما روسيا و ايران فقد استغلت الفجيعة لإطلاق ” نكتة الموسم ” و التي تقول أن الأسد رئيس شرعي منتخب و أن شعبيته في تصاعد و أن مصير الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري ؟؟؟

    إلا انهم لم يوضحوا لنا أي قسم من الشعب السوري يقصدون … اللاجئين بمفاعيل أسلحتهم التي زودوا بها النظام السوري …. أم الذين ماتوا تحت نيران ذخائرهم… أم الذين تحولوا إلى نازحين داخليين مشردين و منكوبين أم الملايين الذين مروا على الاعتقال أم الستمائة ألف مختفي قسري…نريد أن تعرف أي من تلك الشرائح ازدادت في نفوسهم شعبية الأسد الابن…؟

    و المريب في الأمر أنه في اليوم التالي للمجزرة عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة و أصدر فيها بيانا مفعما بالعبارات العامة الجزافية المجملة و المريبة جاء فيه :

    أعرب مجلس الأمن عن جزعه من تحول الأزمة السورية لأكبر أزمة انسانية طارئة بالعالم  و الغربيب أنه بعد خمس سنوات من الصمود الأسطوري للشعب السوري مازال الأعضاء الخمسة الدائمين العضوية بمجلس الأمن مصرين على النظر لما يحدث في سوريا على أنه أزمة عابرة أو طارئة، و ليست ثورة شعب أراد الحياة و أن السر في صمود هذه الثورة هو مفاعيل الظلم و القهر الحكومي الذي استمر خمسين عاما من حكم الفرد في سوريا.

    التزام مجلس الدول الخمسة المسمى زورا و بهتانا مجلس أمن دولي بسيادة سوريا و دول المنطقة المتضررة .. تخشى المنظمة السورية لحقوق الإنسان من عبارة  السيادة  و من أن يكون مفهوم الدول الخمسة للسيادة  في سوريا و بقية دول الجوار الاسرائيلي  متناغم و متطابق مع مفهوم النظام السوري للسيادة و الذي لا يخرج عن حقه الشرعي في إبادة شعبه في سبيل استمرار احتكاره للسلطة و للعلم هناك خشية حقيقية أن يكون مصدر هذه العبارة في البيان اشتراط من النظام السوري مع شركائه في الجريمة في إطار مباحثات سرية…؟

    شدد البيان على أن الحل الدائم و الوحيد للأزمة السورية هو من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية، و لعل ما تخشاه المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن يكون مفهوم القيادة السورية معطوف على مفهوم السيادة السورية ” من وجهة نظر الطغيان الأسدي ” و بمثل هذه الحالة فإن عبارة بقيادة سورية لا تعني سوى المجرم الدولي بشار الأسد بنظامه الارهابي و ترسانة قوانينه القمعية

    طالب جميع الأطراف بالكف عن إيذاء المدنيين و الاستخدام العشوائي للأسلحة و الإفراج الفوري عن المحتجزين بشكل تعسفي .. و هنا يبدوا واضحا طمس المسافة ما بين الجلاد و الضحية و كأن البراميل المتفجرة العشوائية الهدف و الصواريخ الفراغية و الكيماوية و الحرارية الموجهة التي تستهدف المدنيين و التي تستهدف أماكن تجمعهم كالأفران و المدارس و الملاجئ و المشافي الميدانية و الأسواق الشعبية هي صنيعة المجموعات المعارضة و ليست من قباحات النظام المجرم بدمشق…؟

    نطالب في المنظمة السورية لحقوق الإنسان جميع الأطراف بالكف عن ايذاء المدنيين لكننا و احتراما منا لعقول الناس نقول : إن الاستخدام العشوائي للسلاح من قبل مجموعات المعارضة المسلحة في سوريا لا يقارن بما يقترفه النظام المجرم من استخدام لسلاح عشوائي موجه لأهداف مدنية بطبيعتها وهذه حقيقة أكدت عليها لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا مراراً قبل تسيسها من قبل مجموعة الدول الخمسة الدائمة العضوية بمجلس الأمن .

    أكد مجلس الأمن أن مسؤولية حماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة السورية التي تقصف شعبها بالبراميل المتفجرة و التي دمرت ٧٥٪ من البنية التحتية للبلاد و هجرت أغلبية السكان، في حين تعامى البيان كلياً عن مبدأ مسؤولية الحماية الدولية المقرر بموجب قرار الجمعية العمومية لعام ٢٠٠٥ و الذي يقوم على مسؤولية و واجب المجتمع الدولي بالتدخل و بقوة السلاح إذا كانت الدولة لا تستطيع أو لا تريد حماية مواطنيها فكيف بنا و الحكومة نفسها هي من تقوم بأعمال الإبادة بحق شعبها.

    و لله و التاريخ نقول : أن الجمعية العامة حيمنا أقرت هذا المبدأ و الذي طبق بحذافيره بقرار مجلس الأمن رقم ١٩٧٣ الصادر في آذار ٢٠١١ مع ليبيا حيمنا أجاز لأمريكا و بريطانيا و فرنسا و كندا استخدام القوة الجوية لتدمير سلاح الجو الليبي حماية للشعب الليبي لم تفرق ما بين نوعين من الأنظمة

    الأول هم دول الجوار الإسرائيلي ” النظام السوري ” و التي يحرم شعبها بأوامر عليا من تل أبيب من حق امتلاك الصواريخ المحمولة على الكتف القادرة على مواجهة براميل الأسد و صواريخه الفراغية.

    القسم الثاني هي الدول التي لا تجمعها حدود مشتركة مع اسرائيل من جهة و غير مرضي عنها صهيونيا من جهة أخرى ” ليبيا و العراق مثالا ” و التي تنطبق عليها القواعد العامة المتعلقة بمبدأ الحماية وبالتالي تقوم الدول العظمى بنفسها بتدمير ترسانة سلاحها الجوي بدون قرار من مجلس الأمن كي لا يقصف النظام شعبه بالطائرات …… الفرق بينها شاسع و كبير كما هو واضح و على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تعيد صياغة النص بما يتفق مع المعطيات على الأرض لأن مجلس الدول الخمسة لن يطبق مبدأ الحماية إلا بشروط أن لا تكون الدول من دول الجوار الاسرائيلي و أن يكون نظامها غير مقبول من تل أبيب.

    أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء سيطرت جماعات مثل تنظيم الدولة أو جبهة النصرة على أجزاء من سوريا و أدان الأعمال الإرهابية التي ترتكبها تلك الجماعات و استهداف المدنيين على أساس أصلهم العرقي أو انتمائهم الطائفي

    المنظمة السورية لحقوق الإنسان إذ تشارك مجلس الدول الخمسة هذه الإدانة للأعمال الإرهابية التي ترتكبها الجماعات الأصولية المتطرفة بحق الأقليات ” إن وجدت ” فإنها تطرح السؤال التالي: ألم يستوجب استهداف الأكثرية السنية في سوريا على مدى خمسين سنة من قبل النظام المجرم بدمشق على اساس عرقي و طائفي القلق من مجلس الأمن الدولي… أم لم يستوجب استهداف أماكن تجمعهم و مئات الالاف منهم الذين قتلوا بالتعذيب في المعتقلات و تشريد أكثر من نصف السكان و مصادرة أملاكهم و أرزاقهم القلق من مجلس الخمسة الكبارأم أن قلقهم فيما يتعلق بموضوع الاستهداف الجماعي على اساس عرقي أو طائفي يقتصر فقط على الأقليات و لا يشمل الأغلبية 

     

    و لعل أهم ما أثار قلقنا في بيان مجلس الدول الخمسة هو الحديث عن مسمى جديد هو “خطة سلام جديدة تتعلق بالنزاع في سوريا ” .. فما هي قصة خطة السلام الجديدة …؟

    و التي مهد لها ستيفان ديمستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا بتصريح جاء فيه:

    أنه التقى ما يقارب مئتي ناشط سوري ” إختارهم من عندياته طبعاً بصفتهم ممثلين حصريين عن المجتمع المدني السوري ” و للعلم فإن بعضهم معروفين بوصفهم مرتزقة حقوق الإنسان و أصحاب دكاكين و بعضهم معروفين بوصفهم عملاء للنظام السوري المجرم في حين أن البعض منهم غير معروفين لأحد أما اصحاب الفضل منهم فهم نادرين.

    و بحسب ما أدلى به ديمستورا فإن الجميع أكدوا له أن مشكلتهم ليست مع الأسد و إنما مع مجموعات المعارضة المسلحة و على رأسها تنظيم الدولة و النصرة 

    أعداد قليلة منهم لم يتجاوزوا العشرة كانوا قد كذبوا ديمستورا فيما أدلى به، في حين لاذى الاخرين بالصمت المريب. ..!

    وسط هذه الأجواء يحث النظام المجرم الخطى في سياسة الأرض المحروقة و التغيير الديمغرافي لمناطق بأكملها و على رأسها الريف الدمشقي لاسيما الزبداني و النبك و الغوطة بعد أن انتهى من تقسيم حمص و ترك للمليشيات الكردية المسلحة مهمة التطهير العرقي في الحسكة.

    تحذر المنظمة السورية لحقوق الإنسان مما يسمى جنيف ٣ أو خطة ” جديدة ” للسلام و التي من الواضح الفاضح أنها ستكون مفاوضات مباشرة ما بين النظام السوري بأبواقه الرخيصة و ما يسمى معارضة ديمستورا المدفوعة الاجر سلفاً.

    و المريب أن ديمستورا كان قد مهد لجنيف ٣ من خلال الحديث عن أربع لجان ينتقيها بنفسه يشارك بها ممثلين من معارضته المخصبة و المحسنة مع ممثلي النظام المجرم و التي من المفترض أن تنتهي بأحد سيناريوهين :

    الأول : خطة طويلة الأجل تنتهي بإعادة إنتاج نظام المجرم بشار الاسد بصورة ” موديرن ” و مكافئته على جرائمه التي اقترفها بحق الشعب السوري بإبقاءه في سدة الحكم و فتح المنافذ أمامه للتنصل من مسؤولية جرائمه التي اقترفها بحق الشعب السوري اليتيم .

    الثاني : تقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة فاشلة و هو ما تعمل عليه الصهيونية العالمية حالياً

    كلا السيناريوهين: سيطيح بكل ما سبق و تم الاتفاق عليه في جنيف ١ لعام ٢٠١٢ من إقامة هيئة حكم انتقالي يتم اختيار أفرادها برضا المعارضة و النظام تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية و الحكومة و الأجهزة الأمنية و الجيش و تقوم الهيئة بإعداد دستور عصري للبلاد و تطهيرها من ترسانة القوانين القمعية و تستبدلها بقوانين عصرية قابلة للحياة تصلح بموجبها مؤسـسات الدولة و تهيء البلاد للخروج من كبوتها من خلال انتخابات رئاسية و برلمانية تأتي بعد مدة انتقالية ” سنتين ” تقوم فيها الهيئة بكل تلك الإصلاحات.

    مع الأسف و على مرأي العالم و سمعه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن نظام الأسد الوراثي غير قابل للإصلاح لأنه يعتاش على أجواء الاستنقاع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الحياتي و الثقافي بما يهيء الأجواء كي يجتر نفسه على الدوام و ينتج ذاته بألوان و براقع مختلفة لذلك عمل على إفشال المفاوضات و إفراغها من محتواها و هو يعمل حاليا على أي من السيناريوهين المشبوهين الملمح لهما.

    بعد أن أطاح بجنيف ١ و ٢ من خلال التواري خلف  فرية الإرهاب ” كسلوك هروبي من استحقاق تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة بعيدا عن بشار الأسد ساعده على ذلك مجلس الدول الخمسة الراعية لإرهابه و التي لم تضمن للمتفاوضين جدول زمني واجب الاحترام و لا آليات واضحة لإلزام الطرفين على إحترام الهدف من المؤتمر ألا وهو تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة .

    لقد أثبتت التجارب أنه لا حل سياسي مع الأسد لأنه عرف السلطة منذ كان عمره خمس سنوات بفضل دعم الغرب لفاشية أبوه الطاغية حافظ الأسد على مدى خمسين عاما.

    و للعلم فإن أمثال بشار الأسد بالتاريخ إما أن يحكموا بالحديد و النار و على جماجم الناس أو يموتوا دون ذلك… في حين أن الحل السياسي ممكن و متاح مع فصائل المعارضة المسلحة بعد اسقاط النظام و هو ما لا تريد الدول العظمى الاعتراف به خوفاً على اسرائيل و ليذهب السوريين إلى الجحيم.

    تصر المنظمة السورية لحقوق الإنسان على موقفها من مجلس الدول الخمسة المسمى زورا و بهتانا مجلس الأمن الدولي و تؤكد أنه مصدر الشر في هذا العالم و السبب في ألام و عذابات الشعوب المقهورة و أنه لا بد من تحالف دولي لإصلاح حركة التاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية و ذلك بتعديل ميثاق الأمم المتحدة لإزالة كلمة ” متفقين ” من الفقرة الثالثة من السطر الثاني من المادة / ٢٧ / من ميثاق الأمم المتحدة و التي كانت سبب في شقاء البشرية على مدى أكثر من سبعين عاماً و بهذا تسير الإنسانية خطوة للأمام على طريق التحضر و المدنية.

    تبشر المنظمة السورية لحقوق الإنسان الدول الخمسة و من خلفهم الدولة العبرية أن الثورة السورية ماضية لتحقيق أهدافها و ستنتصر في نهاية المطاف إرادة الشعب السوري بالحرية شاء من شاء و أبى من أبى و أن الثمن الغالي الذي يدفعه السوريين من دماء أبناءهم لن يضيع هدرا كما يخطط أشرار الأرض مهما طال الزمن و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

     

    دمشق ٢١/٨/٢٠١٥ مجلس الإدارة

     

     

  • بيان : العدوان الأمريكي على سوريا

    بيان : العدوان الأمريكي على سوريا

     

     t7i0m1111

    عند الساعة الثالثة والخمس وثلاثين دقيقة من فجر هذا اليوم استهدفت الطائرات الأمريكية إثنتين و عشرين موقعا سوريا و كانت النتائج كما يلي:  

    الرقة : لم تحقق الحملة اهدافها و لا يوجد ضحايا بحسب آخر المعلومات.

    ادلب : قتلى غالبيتهم من المدنيين في ريف ادلب) كفرديان(  و الاعم والاغلب منهم نساء و أطفال بالإضافة لعدد كبير من الجرحى معظمهم من المدنيين .

    عدد الضحايا  الذين تم تاكيدهم الى الأن  هم 10، بينهم 6 أطفال تم تحديد اسماء 3 منهم (الطفلة زينب مهنا بركات وصفاء مهنا بركات ومحمود جمعة معاذ) و3 أطفال لم يتم حتى اللحظة التثبت من أسماءهم، ومن بين القتلى 4 نساء (إحداهن هي والدة الطفل محمود معاذ ولم يتم معرفة أسماء الثلاثة الأخرياكما وصل عدد الجرحى إلى 8 تم توثيق أسماءهم و15 جريح تم نقلهم إلى المشافي التركية.

    دير الزور : خمس مقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية في حين بقي مصير السادس مجهولا  .

    ريف تدمر : تشير المعطيات الحالية من ريف تدمر أن الأعم الاغلب من الضحايا مدنيين  .

    حلب : ما زالت المعلومات الواردة من حلب شحيحة حتى اللحظة لكن آخر المستجدات تشير   ان معظم الضحايا من المدنيين .

    و في سياق متصل فإن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام “ العربية و فرانس ٢٤ “  عن سقوط ما يزيد عن ١٢٠ مقاتل من جبهة النصرة و تنظيم الدولة الاسلامية نقلا عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لا أساس له من الصحة .IMG_188551656488688

     

    مع استنكارنا في المنظمة السورية لحقوق الانسان لهذا العدوان السافر فأننا نثبّت و نؤّكد على جملة النقاط التالية :

    أولا : ما حدث اليوم هو عدوان واضح وصريح على سوريا لعدم وجود قرار دولي بشن الحرب من جهة … أو لعدم وجود حالة دفاع مشروع عن النفس تبرر للولايات المتحدة الامريكية شن هذا العدوان .

    ثانيا : اشتراك بعض الاتباع الخليجيين أو الاردنيين للولايات المتحدة الامريكية , لا يسبل صفة الشرعية او الدولية على هذا العدوان .

    ثالثا : من الثابت بما لا يدع مجالا للشك ان النظام السوري المجرم هو المستفيد الاول والاخير من هذه العدوان على بعض فصائل المعارضة المناهضة له , لأنه سيفرض سيطرته و سطوته على المناطق التي ستخليها مجموعات المعارضة المسلحة نتيجة الضربات الجوية الامريكية و بالتالي فالتنسيق على أرض الواقع قائم ما بين الولايات المتحدة الأمريكية و النظام السوري المجرم.

    رابعا : تحمل المنظمة السورية لحقوق الانسان ” سواسية ” الائتلاف الوطني السوري المعارض من جهة  وثلة المنظمات السورية السياسية في واشنطن من جهة اخرى مسؤولية ما آل اليه حال السوريين الذين يتعرضون لبراميل الأسد الغبية من جهة ….
    و صواريخ توما هوك الأوبامية الذكية من جهة أخرى.NFtXLJUMFVkZyTrSKjhVT5A-LXfFVDUV2MCyWQdQK6N8Jz596-1aKo0sGb8i1Yk-aaDXo431bIVznYZYbVKZp2WPjf5L9aZ5IXyu1PuKqxaimd4=s0-d-e1-ft

     

     لأنه سبق لها و أن طبلت وزمرت للخطة الأمريكية التي اتحفنا بها الرئيس اوباما بعد اربع سنوات من القتل اليومي المجاني للسوريين والتي مفادها : تدريب / 5000 / مقاتل من المعارضة ( المعتدلة ) على مدى عام كامل لتتمكن من محاربة تنظيم الدولة الاسلامية بشكل رئيسي والنظام السوري المجرم في اوقات الفراغ .

    إنها احجية قد لا تنطلي على الاطفال، إلا أن مكتب الإئتلاف في واشنطن بالاضافة لثلة المنظمات السورية العاملة في السياسة بواشنطن , كان قد سبحت و مجدت بهذه الفرية المضحكة.

    المنظمة السورية لحقوق الانسان “سواسية ”  تؤيد الموقف التركي الرافض شن الحرب على اي فصيل من فصائل المعارضة المسلحة في سوريا ما لم يتساوق ذلك مع استراتيجية واضحة لإسقاط النظام السوري المجرم.

    ان تنظيم الدولة الاسلامية هو بمثابة رد فعل على اقترافات دولة الملالي في طهران وقباحات الميليشيات الشيعية التابعة لها العابرة للحدود والتي توزع الارهاب على جميع دول المنطقة بالتساوي و هو ما لا تريد أن تعترف به الولايات المتحدة الأمريكية.

     

    دمشق 23 – 9 – 2014                                            مجلس الإدارة 

  • ضربات التحالف الدولي في الرقة لم توقع اي ضحايا الى الأن .

    ضربات التحالف الدولي في الرقة لم توقع اي ضحايا الى الأن .

     

     t7i0m1111

    المنظمة السورية لحقوق الأنسان : ضربات التحالف الدولي في الرقة لم توقع اي ضحايا الى الأن .  

    أكدت المنظمة السورية لحقوق الانسان “سواسية” أن الضربات الامريكية  لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة اليوم لم تؤدي إلى مقتل أي مدني أو غير مدني  في مدينة الرقة حتى الساعة .

     وأن معظم الضحايا الذين تم إحصاءهم تركزت كالتالي :
     قتلى غالبيتهم من المدنيين في ريف إدلب

    عسكريين من تنظيم الدولة الاسلامية في دير الزور

    اضافة الى معلومات محلية  عن ضحايا في ريف تدمر بين المدنيين

     بينما بقيت أرقام حلب غير دقيقة حتى الان بينما اشارت مصادر محلية على ان عدد الضحايا في منطقة حلب في مناطق ريف المهندسين واورم بين جرحى ومصابين الى 20 شخصا من غير المدنيين .

    . ونشير  إلى أن أرقام المرصد السوري مبالغ فيها ففي الوقت الذي صرح فيه المرصد عن وصول عدد الضحايا إلى 50 في إدلب وحلب من عناصر جبهة النصرة، و20 مقاتل من داعش في دير الزور.

     وتؤكد سواسية أن عدد القتلى الذين تم تاكيدهم الى الأن  في ادلب هم 10، بينهم 6 أطفال تم تحديد اسماء 3 منهم (الطفلة زينب مهنا بركات وصفاء مهنا بركات ومحمود جمعة معاذ) و3 أطفال لم يتم حتى اللحظة معرفة أسماءهم، ومن بين القتلى 4 نساء (إحداهن هي والدة الطفل محمود معاذ ولم يتم معرفة أسماء الثلاثة الأخريات). ووصل عدد الجرحى إلى 8 تم توثيق أسماءهم وما بين 10-15 جريح تم نقلهم إلى المشافي التركية.

    وبحسب مصادرنا  فإن عدد القتلى في دير الزور 5 مقاتلين من الدولة الاسلامية، والسادس بعداد المفقودين الى الان وهي الارقام المؤكدة , بينما وصلت عدد قتلى بحسب المرصد السوري من مقاتلي الدولة الاسلامية إلى 20 قتيل.

    ولم يتم حتى الآن إحصاء الاصابات بمخيمات البدو في ريف تدمر بمنطقة جبل شاعر بينما أكد ناشطون هناك ان اغلب الضحايا الذين تأثرو بالضربة هناك كانو من المدنيين المعروفين بالبدو الرحل في تلك المنطقة .

    كما وتؤكد سواسية على ان هذه الضربات الامريكية هي “عدوان غير مبرر”  , لخروجه عن اشكال الشرعية الدولية , بتجاهله وجوب استصدار قانون تحت مظلة الامم المتحدة ليكتسب الصفة الشرعية , وعدم وجود حالة دفاع مشروع عن النفس , جاعلا منه بالوصف القانوني الصريح “عدوان غير مبرر” .

     

    دمشق 23-9-2014                                               الناطق الرسمي باسم المنظمة

     

     

     

     

     

  • في أعقاب التقرير الأخير للجنة التحقيق الخاصة بسوريا التابعة للأمم المتحدة

    في أعقاب التقرير الأخير للجنة التحقيق الخاصة بسوريا التابعة للأمم المتحدة

    t7i0m1111
     
     
     بيان

    أصدرت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسورية يوم الأربعاء الماضي الموافق 27-8-2014 تقريرها الثامن المتضمن ما مفاده:  إتهام كل من النظام السوري و تنظيم الدولة الاسلامية باقتراف جرائم ضد الانسانية في سوريا.

    أولاً: ملخص التقرير

    أوضح التقرير الارتفاع غير المسبوق في معدلات الاجرام التي يقترفها النظام السوري خلال الستة أشهر الأخيرة من مجازر  قتل جماعي بالقصف العشوائي الجوي للمناطق الآهلة بالسكان المدنيين ببراميل الموت المتفجرة أو بمدافع الميدان الثقيلة أو براجمات الصواريخ ، هذ عدا عن السياسات المعتمدة لتهجير السكان المدنيين من ديارهم و تشريدهم بعد التدمير الممنهج لحواضنهم السكنية و منع المصابين منهم من الوصول إلى المشافي و النقاط الطبية و حظر وصول المساعدات الغذائية الإغاثية و الإنسانية للمناطق المحاصرة بقصد الاستمرار في سياسات التجويع الممنهج على أوسع نطاق ممكن كأداة من أدوات الحرب لفرض الإذعان على المناطق الثائرة ، بالإضافة لاستخدام الترويع و الترهيب في السجون و المعتقلات و ذلك باعتماد التعذيب و الاعتداء الجنسي كسلوك معتمد  و الحجز لمدد طيلة في ظروف مروعة مما يؤدي في كثير من الحالات إلى قتل الضحايا عن سابق عمد و إصرار.

    كما أشار التقرير إلى قيام نظام بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا،لاسيما غاز الكلور السام ، ثماني مرات على الأقل في محيط مدينتي إدلب و حماه ما بين نيسان و أيار الماضي ، مما قد يسلط الضوء مجددا على ترسانته الكيماوية.

    و قد استند التقرير إلى / ٤٨٠ / مقابلة مع الوثائق و جميعها تثبت بما لا يدع مجالا للشك الهمجية و البربرية التي يتعامل بها نظام بشار الأسد مع ثورة الكرامة في سورية.

    و من جهة أخرى أشار التقرير إلى قيام تنظيم الدولة الاسلامية باقتراف جرائم القتل و التشريد و التهجير و الاعتداء و التعذيب لا سيما بحق الأقليات ، و قد خلص التقرير من حيث النتيجة للمطالبة بإحالة المتهمين في كل من النظام السوري و تنظيم الدولة الاسلامية إلى المحكمة الجنائية الدولية و أرفق قوائم سرية جديدة بأسماء المتهمين الواجب إحالتهم للمحاكم الدولية.

     ثانيا: موقف المنظمة السورية لحقوق الإنسان من التقرير

    المنظمة السورية لحقوق الإنسان ” سواسية ”  إذ تعبر عن ارتياحها تجاه ما جاء في التقرير من سرد لبعض الجرائم التي يقترفها النظام السوري و ترى فيها غيض من فيض مما يواجهه الشعب السوري اليتيم ، فإن المنظمة السورية لحقوق الإنسان تشدد على مطالبها السابقة بتاريخ 22- 3- 2014  بضرورة إدراج أعمال العنف التي يقترفها كل طرف في سورية على لائحة جرائم الإبادة الجماعية وفقا لما نصت عليه اتفاقية حظر جرائم الإبادة الجماعية لعام ١٩٤٨و السارية التنفيذ منذ تاريخ 12-12-1951.

    إن جرائم الابادة التي يقترفها النظام السوري ” أبو البراميل المتفجرة ” لتدمير مجموعات وحواضن سكانية وعرقية من الأغلبية السنية في المدن و المناطق الثائرة من سورية عن طريق القتل الجماعي و التهجير الممنهج لا تخفى على أحد في هذا العالم سوى لافروف و نتنياهو و خامنئي

    https://swasia-syria.org/?p=709

     و للعلم فإن الجمهورية لعربية السورية كانت قد وقعت على هذه الاتفاقية قبل أن يبتليها الله بحكم العسكر و أولادهم  بسنوات طويلة و من حق الشعب السوري اليتيم أن يطالب بالقصاص ممن اقترف بحقه أشنع جرائم الابادة على مرأى و مسمع العالم ، و إن ما خلص إليه التقرير من مطالبة بإحالة مقترفي الجرائم ضد الانسانية في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية ما هو إلا ضحك على الذقون و اللحى لأن هذه الآلية المسماة محكمة الجنايات الدولية قد ثبت سقوطها التاريخي و ليس فقط فشلها كآلية لإحقاق الحق و تحقيق العدالة للضحايا لأن الإحالة إليها تمر عبر مجلس الأمن الدولي و الذي ثبت للعالم كله أنه ليس أكثر من وكر للبلطجة و العهر السياسي الدولي الذي تمارسه الدول الخمسة الدائمة العضوية و هو السر الكامن وراء جميع مأسي و آلام شعوب الجنوب الفقيرة و في القلب منها منطقة الشرق الأوسط.

    تؤكد المنظمة السوري لحقوق الانسان  على أن الحل الوحيد المتاح سندا للمادة السادسة من الاتفاقية هو دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للانعقاد لإنشاء محكمة خاصة بسوريا لمحاكمة مقترفي جرائم الابادة الجماعية و على رأسهم المجرم الدولي بشار الأسد.

     و أخيرا  وعلى  سبيل الاستطراد نقول:

     لقد طمس التقرير المسافة ما بين الجرائم التي يقترفها النظام السوري والجرائم التي يقترفها تنظيم الدولة الاسلامية وهذا الخلط في الأوراق غير مقبول من جهاز تحقيقي من المفترض أنه جنائي تقني و مهني.

    كان على لجنةالتحقيق الدولية الخاصة بسوريا أن تفرق ما بين الجرائم التي يقترفها النظام السوري و تلك التي يقترفها تنظيم الدولة الاسلامية وفقا للمعايير و الضوابط  العامة المعترف بها في الفقه الجنائي الدولي :

    *  ففيما يتعلق بعنصر الاستهداف فإن الأعم الأعظم من أهداف براميل النظام السوري و مدفعيته الثقيلة و سياسات التجويع الممنهج  هم الحواضن المدنية و السكنية و يكفي نظرة بسيطة اليوم لاستهداف الحافلة التي كانت تقل نساء و أطفال من هجين إلى دمشق و التي راح ضحيتها عشرة أطفال و خمسة نساء و عشرات الجرحى…… وصولا إلى مئات المشافي و المخابز و المدارس و دور العبادة التي استهدفها النظام السوري  كي نعرف ماهية الأهداف المدنية التي يتوخاها النظام السوري.

    في حين أن أهداف تنظيم الدولة الاسلامية على همجيته كانت عسكرية في الأعم الأغلب من الحالات.

     *  ثم إنّ طبيعة الأسلحة التي يستخدمها كلا الفريقين مختلفة بما يجنب الاصابات غير المبررةلاسيما بحق المدنيين، فتنظيم الدولة الاسلامية لم يستخدم السلاح الكيماوي ليقتل في غضون دقائق / ١٦٠٠ / ضحية بدون تمييز ولم  يدفن الناس أحياء بدون تمييز ببراميل الموت الحمقاء التي لا تفرق ما بين شيخ و طفل و إمرأة و إن كان قد مارس الذبح بالسكين بطريقة يندى لها جبين الانسانية.

     *  ثم إنّ من طبيعة قوات النظام السوري و المليشيات الطائفية التي تقاتل معه و العصابات شبه الحكومية المنضوية تحت لوائه أن لا تميز ما بين المقاتلين و غير المقاتلين لأنها تدك المدن و القرى الثائرة بدون تمييز و تستخدم كثافة نيرانية لا تتناسب مع حجم المقاومة في حال وجودها،  في حين أن مؤشراتنا تشير أن تنظيم الدولة الاسلامية على وحشيته يفرق ما بين المقاتلين و غير المقاتلين على جبهات القتال التي يحارب عليها و يستخدم كثافة نيرانية بما يتناسب مع طبيعة الخصم.

     المنظمة السورية لحقوق الإنسان ” سواسية ” من أوائل منظمات المجتمع المدني السورية التي كانت و مازالت و ستبقى تناضل في سبيل دولة سورية مدنية عصرية ديمقراطية لجميع أبنائها يحكمها دستور لا يكرس الاستبداد و يقيم الحكام خدما للشعوب لا أسياد أبديين عليهم.

    و ما دفعنا لإجراء هذه المقارنة ما بين الأسوأ و الأقل منه سوءا هو عقدة التفوق في الذهنية الغربية لصناع القرار السياسي الدولي و التي تجعلهم يعتقدون أنهم يستطيعون خداع الرأي العام العربي و المسلم  بإسلوب التعبئة العامة.

    ففي الوقت الذي يتغاضون فيه عن دولة الملالي في طهران و عن سلاحها النووي و عن مليشياتها الإرهابية العابرة للحدود  … فإنهم يقيمون الدنيا و لا يقعدونها بما يتعلق بردةالفعل السلبية على هذا الواقع من قبل العرب السنة الذين بات من الواضح لكل ذي بصر و بصيرة أنهم العنصر المستهدف في منطقة الشرق الأوسط.

    إن الاستمرار على هذا المنوال في التعاطي السياسي الدولي بمعايير و مكاييل مزدوجة إنطلاقا من نظرة عنصرية صهيونية متطرفة سوف يتسبب في أنهار من الدماء و أجيال من المحرومين و سيسدل بظلاله القاتمة على الجميع.

     

    دمشق ٣/٩/٢٠١٤                        مجلس الادارة

     

     

     

     

  • عفوا سيادة الرئيس

    عفوا سيادة الرئيس

     

     

     

    عفوا سيادة الرئيس
    ليس في سوريا حرب طائفية

    في سوريا ثورة شعبية لم تعترفوا بها و لا تريدون أن تعترفوا بها
    –بعد اندلاع الثورة السورية في ١٥/ ٣/ ٢٠١١ كانت الجهود مشتركة لإضفاء الطابع الطائفي على ثورة الكرامة في سوريا

     

     و لم تكن تلك الجهود المشتركة على اضفاء الطابع الطائفي على الثورة  إلا الابنة الشرعية للتنسيق الاستخباراتي ما بين أمريكا  و نظام الاستبداد في دمشق في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول المؤلمة.

     

     ذلك التنسيق الذي أسفر عن برامج أمنية مشتركة ” التسليم المباشر و الترحيل غير العادي و غيرها من البرامج المثيرة للجدل والتي لعبت اسرائيل فيها دور الوسيط ما بين أجهزتكم و أجهزة المخابرات السورية.

     

    و ها هي النتيجة : الشعب السوري يدفع اليوم ثمنا غاليا لذنب لم يقترفه في الحادي عشر من سيبتمبر …؟؟

     

    الشعب السوري يستهدف على خلفية انتماءه العرقي و الديني و هي إحدى ثمار تنسيقكم االأمني المشترك.

     

    -على مدى سنوات ما بعد الحادي عشر من أيلول عام ٢٠٠١  كانت أجهزة المخابرات السورية تختلق الأسباب الواهية لإلقاء  القبض على عشرات ألاف السوريين دونما ذنب و إلقائهم في دياجير الظلام و النسيان في أقبيتها المخابرات لسنوات لتستعملهم فيما بعد كوسائل إيضاح أمام مندوبي سفاراتكم في محاكم أمن الدولة الاستثنائية لإثبات أن البديل المحتمل عن النظام السوري سيكون إسلامي متطرف.

     

    – و رغم علم إداراتكم المتعاقبة بماهية اللعبة القذرة التي يلعبها النظام المخابراتي في دمشق إلا أنكم قبلتم على أنفسكم الاستمرار بلعب دور شاهد الزور متجاهلين الكلفة الانسانية الفادحة التي يدفعها الشعب السوري اليتيم من حريته و كرامته.

     

    -و كانت محكمة أمن الدولة في دمشق تشحن “وسائل الايضاح البشرية ” إلى السجون العسكرية المنتشرة في سوريا بعد تعليق أرقام مواد عقابية غريبة عجيبة على ظهور الضحايا  وتكدسهم في أماكن لا تستطيع الحشرات أن تعيش فيها و كان كل ذلك يتم تحت بعلم سفاراتكم.

     

    – و في السجون العسكرية كانت الأجهزة الأمنية السورية  تمارس على ضحاياها الأدلجة الدينية المتطرفة الممنهجة في أجواء من اليأس و القنوت لا يصدقها عقل بهدف تحويل ضحايا اللعبة القذرة  إلى براهين قاطعة و دلائل ساطعة على صحة النظرية الأمنية التي يسوقها النظام السوري  بأن البديل عنه سيكون متطرف اسلامي ظلامي و أن أمن النظام السوري مرتبط عضوياً بأمن اسرائيل و أمن الأقليات.

     

    – و بعد اندلاع ثورة الكرامة في سوريا عام ٢٠١١ أرسل النظام ثلاث قضاة إلى السجون العسكرية و أطلق سراح جميع ضحاياه من رحم الآلام و الأحزان لإســبال الطابع الظلامي المتطرف على الثورة السورية ليجني فيما بعد ثمار ذلك من خلال مواقفكم الحالية بأن في سوريا حرب طائفية و بالتالي حرمان الشعب السوري من ممارسة حقه المشروع بالدفاع عن نفسه في مواجهة براميل الموت التي يمطر بها النظام الحواضن البشرية.

     

    – السوريين يا سيادة الرئيس لا يريدون منكم مساعدات فهم لم يضحوا بأرواح أبناءهم  من أجل المساعدات و لا من أجل الكيماوي و لا من أجل الحصول على وجبات الهمبرغ  .… السوريين لم و لن يتوقعوا منكم التدخل لحمايتهم في أي وقت من الأوقات … …. كل ما يريده الشعب السوري اليتيم هو ممارسة حقه المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة براميل الموت التي يمطر بها نظام الأسد المدن و الحواضن السكنية و أنتم من يمنع أصدقاء الشعب السوري من المساعدة و هو ما لن يغفره التاريخ لكم يا سيادة الرئيس .

                28/5/2014                                                                    مجلس الادارة       

  • حرمان اطفال سوريا من حقهم اطفال سوريا من حقهم المشروع في الدفاع عن النفس

    حرمان اطفال سوريا من حقهم اطفال سوريا من حقهم المشروع في الدفاع عن النفس

    t7i0m1111

     

    بيان

    أمس و عند الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت دمشق , اهتزّ حي الانصاري باصوات اهالي الحي ومايجاوره يستنجدون القاصي والداني قرب مجمع الانصاري عند مدرسة ” عين جالوت ” مفجوعين باطفالهم اثر استهداف المدرسةا  من قبل قوات الاسد بصاروخ فراغي .

    ليتحول الامل في الحملة التي كان الاطفال يقومون بها “حملة بصمة أمل ”  الى حمام دم و دموع و نحيب و .

     

    ليشهد حي الأنصاري في حلب و من خلفه سوريا الجريحة المكلومة  وداع 17 طفل من براعم الأمل بالإضافة لمعلمين و سيدة ممن استطعنا توثيقهم بالإضافة لإصابات تجاوزت ال 30 معظمها شديد الخطورة .

     

    اسماء الضحايا الذين تم ّ توثيقهم في مجزرة حي الأنصاري :

    1 – بشار /حلب/أنصاري شرقي/ مدرّس/جراء القصف بصاروخ فراغي على مدرسة عين جالوت

    2 – محمد محمود دقاق( نصر الحلبي)/ 26 عام// مدير مدرسة عين جالوت /

    3 – الطفلة نوران سبسب

    4 – الطفلة شهد محمود أبو بكر/ 12 عام/

    5 – الطفلة عطاء صلاحية/ 14 عام/

    6 – الطفلة هبة مصري/ 12 عام/

    7 – الطفلة آية مصري/ 14 عام/

    8 – الطفلة ولاء حوري/ 13 عام/

    9 – طفلة من آل ازرق/ 14 سنة/

    10 – الطفلة نور أزرق

    11 – الطفل ريان عوض

    12 – الطفلة آلاء اسماعيل

    13 – الطفلة إسراء أبو مريش

    14 – الطفل أيهم مندو

    14 – الطفلة راما زيدان

    16 – الطفلة سمر مصري

    17 – الطفلة غفران بي

    18 , 19 – طفلتين مجهولتا الهوية

    20 – سيدة مجهولة الهوية

     

    علما ان مدرسة عين جالوت التي استهدفت بالعدوان الجبان  تقع قرب مجمع الانصاري في الحي وتبعد عن مكتب المنظمة السورية لحقوق الإنسان –  سواسية – داخل المجمع القضائي  في حلب مسافة لا تتجاوز عشرين متراً.

     

    من والواضح أنه في كل مرة يحاول فيها السوريين التعالي عن الجراح و زرع  البسمة على شفاه الأطفال و الفرح في نفوس الأهالي فإن النظام السوري الغاشم يكون لهم بالمرصاد فيمطرهم  بالصواريخ و البراميل،  فقد سبق لهذه المدرسة و أن تعرضت بتاريخ ا 08/06/2013  لعدوان غاشم من قبل قوات النظام السوري أثناء  حفل افطار خيري نظمته جمعية الابرار كفعالية  رمضانية خيرية العام المنصرم, حيث استهدفتها قوات النظام السوري في ذلك الوقت بالقصف بالهاون مما صادر حق عشر ضحايا بالحياة و أوقع أكثر من ٢٠ جريحاً معظمها شديدة الخطورة و كان الأعم الأغلب من الضحايا أطفال مع أمهاتهم.

     

    و في اليوم السابق و عند الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء ٢٩-4-٢٠١٤ استهدفت قوات النظام باحة المعهد الشرعي في مجمع بدر الدين الحسني في منطقة باب الصغير التابع لحي الشاغور بدمشق القديمة.  

    مما أسفر عن إصابة  عدد كبير من طلاب المعهد الشرعي، و على الفور اجتمع عدد من أبناء الحي و أهل الخير و زملاء الطلاب المصابين في محاولة لإسعاف الأحياء من المصابين، فما كان من القوات المعتدية إلا أن عاجلتهم بقذيفة أخرى بفارق زمني ما بين الأولى و الثانية و بعدها انهالت قذيفتين ثانيتين على محيط المكان مما أسفر عن سقوط ١٤ ضحية و أكثر من ٨٠ جريح الأعم الأغلب منهم شديدة الخطورة و الجميع تقريباً من طلاب معهد الشيخ بدر الدين الحسني  و قد تمكنا من توثيق الضحايا التالية أسماءهم و جميعهم من طلاب العلوم الشرعية:

     

    1- عمار السلق

    2- أحمد دبور الصف العاشر

    3- يحيى أفيوني بكلوريا

    4- عبد الغني ألفا

    5- محمد وفيق النابلسي

    6- عمر حوارنة

    7- محمد شهاب الملا

    8- عمر قصار

    9- محمد عدنان السمان-

    10- عدنان معيني

    11- يونس المحمد

    12- عمار وهبة

    13- زين العابدين اللحام

    14- محمد ياسر السماك

     

    استهداف المدارس و طوابير الجياع على أفران الخبز و المشافي مع طواقمها الطبية و القلاع و المتاحف و الأوابد و  محطات توليد الكهرباء و كل ما له علاقة بالبنية التحتية في سوريا، أصبح  علامة مميزة  لحماة الديار ” مليشيات بشار الأسد ”

    هذا عدا عن استهداف المدنيين ببراميل الموت الحمقاء في جميع التجمعات السكنية و المدنية التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة و لعل أهم ما ميز مشهد استهداف اطفال المدارس هو ذلك النأي و الاعراض و التجاهل الدولي لا سيما من مجلس الصم و البكم في نيويورك و نقصد به طبعا مجلس الأمن الدولي  ” طبعا إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل أو بالنظام السوري”

    كان من الممكن لهذه الأكفان الصغيرة الملفوفة بالبياض و ما تبقى فيها من أشلاء أجساد غضة امتدت يد المجرم الدولي بشار الأسد لأعمارها و هي في بداية الطريق…… أن تجلد أي ضمير انساني لكننا بمواجهة مومياءات بشرية  في مجلس الأمن الدولي تتحكم بمصير العالم مع الأسف الشديد.

    ترى  المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن المسؤولية الأخلاقية و القانونية و الضميرية تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية وحدها التي كانت و مازالت تحرم السوريين من حق الدفاع عن النفس بحرمانهم من الحصول على مضادات طيران حرارية محمولة على الكتف يمكن لها أن تصد تلك البراميل التي تنهمر عليهم من طائرات النظام السوري المجرم

    و تشاركها بالمسؤولية دول الخليج العربي و التي مازالت مصدقة لفرية أن الأمريكان ضامنين لأمن الخليج و الذين يشاهدوا  و يسمعوا ما يحدث لأطفال سوريا اليتامى جراء براميل الموت،  و يمتنعون عن تزويد الشعب السوري اليتيم بمضادات الطيران و التي يمكن أن تصد عدوان الطيران الحربي الغاشم .

    لطفاً : الشعب السوري ضحية النفاق السياسي الدولي

     

    متى ستعترف الولايات المتحدة الأمريكية أن الحديث عن أنها أول دولة داعمة للسوريين لم يعد ينطلي على أحد في ظل حجب حق الدفاع المشروع عن النفس عن الشعب السوري اليتيم  ….. و متى ستدرك أن  السوريين على علم و دراية بالجوانب الهزلية وغير المجدية  التي يتمّ  فيها إهدار تلك المساعدات.

    و متى سيعترف الجميع أن للإرهاب بيئة حاضنة و أن السياسات التواطئية من قبل الدول العظمى مع النظام المجرم بدمشق و الهادفة لإعادة إنتاج الأسد من رحم المأساة هي المجال الحيوي الأخصب لنمو التطرف و الكراهية.

     

    مع الأسف الشديد فكل يوم تترسخ القناعة بان هناك مجموعة  بشرية مستهدفة تحت مظلة الشرعية الدولية لأسباب دينية أو عرقية سواءا بشكل مباشر أو غير مباشر عن  طريق التحريض عليها أو التستر على الجرائم التي تقترف بحقها  أو التدخل بالقتل و كل تلك الارتكابات تقترف من قبل الدول العظمى التي كانت و مازالت تتوارى خلف الموقف الروسي.

    و من الواضح أن دراسات بعض مراكز الأبحاث المشبوهة  التي يعتمدها صناع القرار السياسي اليوم تعتبر أن العرب السنة هم الخطر المحتمل على الغرب و شيئا فشيئا تحولوا إلى هدف مشروع للسياسات الدولية و هو ما أودى  بحياة ملايين الضحايا  حتى الآن في العراق و سوريا و فلسطين و غيرها من الدول  وهو أمر لم يعد من الممكن الإلتفاف عليه رغم أن الكثير من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لا تجرؤ على إناطة اللثام عن هذه الحقيقة و عبثا تحاول مواراتها

    لقد آن الآوان للمصارحة و المكاشف … و للمحاسبة و المسائلة لكل من أوغل  في دماء السوريين سواءا من النظام أم المعارضة …. لقد آن الأوان لحماية الشعب السوري اليتيم و ليتولج مجلس الأمن الدولي مسؤولياته التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة و إن سمعة و شرف المنظمة الدولية و من خلفها الدول الخمسة الدائمة العضوية على المحك

    دمشق 1 أيار 2014                                                            مجلس الادارة