المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي.
( المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة )
يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
( المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة )
بيان
في الوقائع المادية للمجزرة :
لاحقاً للبيانات الصادرة عن المنظمة السورية لحقوق الإنسان و المتعلقة باستخدام السلاح الكيماوي بمواجهة الشعب السوري و المسؤولية المشتركة لمواجهة جرائم النظام السوري في ظل تواطئ مجلس الأمن الدولي معه … لطفاً الروابط التالية :
https://swasia-syria.org/?p=365
https://swasia-syria.org/?p=482
https://swasia-syria.org/?p=471
تزامناً مع وصول بعثة الأمم المتحدة للتفتيش عن السلاح الكيماوي إلى دمشق، توج النظام المجرم في سوريا سجله الدموي بشن هجوم كيماوي في الهزيع الأخير من ليل 21/8/2013 مستهدفاً التجمعات السكانية المدنية المكتظة بالنساء و الأطفال المدنيين العزل في ريف العاصمة السورية دمشق و التي تشكل حاضنة بشرية مناهضة للنظام الحاكم و مؤيدة للثورة السورية بعدة صواريخ محملة برؤوس كيماوية محرمة دولياً مستخدماً غازات سامة مما أسفر عن سقوط / 1300 / ضحية بحسب الائتلاف الوطني المعارض، في حين أنه تمّ توثيق / 1703 / ضحية و أكثر من / 6000 / مصاب معظمهم من النساء و الأطفال بحسب لجان تحقيق محلية و العدد قابل للزيادة في ظل النقص الحاد بالأدوية و إبر الأتروبين و عبوات الاكسجين و مواد الاسعاف الأولية في المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية و الغربية التابعة لريف العاصمة السورية دمشق في ظل حصار خانق من قبل قوات النظام السوري التي تنفذ إعداماً ميدانياً بكل من يحاول إدخال مواد طبية أو إغاثية للريف المحاصر مما يعني أن الكارثة مرشحة للتفاقم خلال الأيام القادمة.
تشير تقديراتنا الأولية في المنظمة السورية لحقوق الإنسان ” سواسية ” بحسب شهود عيان و استنتاجات باحثين ميدانيين على الأرض و نشطاء محليين مدنيين لإحتمال إرتفاع حصيلة الضحايا ليتجاوز العدد / 3000 / ضحية ضمن مساحة / 10 / كم تقريباً أخذاَ بعين الاعتبار أن الإحصاءات الأولية شملت من تمّ إسعافهم ممن كانوا في الملاجئ و لم تشمل الأسر و العوائل التي اختنقت في بيوتها و لم يتم التوصل إليها حتى الآن و التي مازالت أبواب منازلها موصدة عليها حتى الآن مما يعني أن أعداد ضحايا المجزرة مرشح للزيادة بشكل كبير على إعتبار أن أبنية بأكملها لم يخرج منها أحد و لم يتم كشف النقاب عما بداخلها حتى الآن نتيجة الحصار المفروض على تلك المناطق .
علماً أن النظام السوري المغتصب للسلطة في دمشق كان قد أمطر المنطقة المستهدفة بالقصف المدفعي و براجمات الصواريخ في أعقاب الهجوم الكيماوي لإرغام الناس على النزول للملاجئ لأن غاز السارين أثقل من الهواء و ينزل للأسفل لضمان أفدح حصيلة بشرية و إنسانية بالمدنيين الذين عادة ما يلوذون بالملاجئ التي تقع في الطوابق ما تحت الأرضية.
لطفاً : خريطة تفاعلية تظهر مواقع المجزرة الكيماوية التي نفذتها قوات النظام السوري في الغوطة الشرقية
تشير بعض إلى أن الغازات المستخدمة في الهجوم الكيماوي الواسع النطاق الذي شنه النظام السوري تشمل غاز يعرف ب و هو غاز روسي شديد السمية بالإضافة طبعاً لغاز السارين السام. SC3
http://www.youtube.com/watch?v=kqQAWiOPO-M
http://www.youtube.com/watch?v=RoCT81NcDnc&sns=em
في أعقاب الهجوم الغادر الواسع النطاق الذي شنه النظام السوري تحت جنح الظلام على الغوطة الشرقية و الغربية في ريف العاصمة السورية دمشق ، أقامت المليشيات الطائفية التابعة للنظام الحاكم الإحتفالات وزعوا فيها الخمور و الحلويات و البقلاوة إحتفالاً بالكارثة الانسانية التي حلت بالريف الدمشقي المناهض للنظام ذو الأغلبية السنية و ذلك في جميع بؤرها الإستيطانية على أطراف و مرتفعات العاصمة السورية دمشق.
جدير بالذكر أن المليشيات المسلحة التابعة للنظام السوري المغتصب للسلطة كانت قد استولت على المناطق المحيطة و المشرفة على العاصمة السورية دمشق على مدى أكثر من أربعين عاماً من الحكم الهمجي للأسرة الأسدية و أشادت فيها بؤر استيطانية سكنية مخالفة لجميع القوانين الادارية و البلدية و سلبت جميع الخدمات من ماء و كهرباء و هواتف عنوة و بقوة السلاح و عملت على تجميع العناصر الاجرائية الطائفية التابعة للنظام السوري من عناصر مخابرات و سرايا دفاع و غيرها من المليشيات المسلحة المؤيدة للنظام في تلك المستوطنات على غرار ” عرين الأسد و السومرية و المزة جبل 86 و عش الورور و جبل الورد و حي تشرين و الدويلعة …… و غيرها “
الموقف الدولي من الجريمة :
في أعقاب الهجوم الكيماوي عقد مجلس الأمن الدولي إجتماعاً طارئاً لبحث هذا التطور الخطير، و كعادته منذ بدء الثورة السورية خرج علينا مجلس الأمن الدولي في أعقاب اجتماعه الطارئ متردداً و ضعيفاً … جباناً و رعديداً … مضللاً ً و منافقاً …. و كأن كل همه الظهور بمظهر القيام بالواجب و امتصاص نقمة الرأي العام و تمييع الموضوع تمهيداً لطيه .
فقد عبر مجلس الأمن عن عميق انشغاله بما حدث ……. تشرفنا
أفاد المجلس بأن استخدام الكيماوي هو خرق دولي ….. استنتاج ذكي
يتأمل المجلس تعاون النظام السوري في التحقيق ….. سلامات تعاون
و بالنتيجة : ليس هناك إجراء من أي نوع بحق النظام السوري ….. ليس هناك تحقيق دولي نزيه و محايد و تحت البند السابع رغم مطالبة ما يزيد عن / 35 / دولة بذلك….. ليس هناك حتى بيان إدانة للنظام السوري على جريمته النكراء.
بدورها توالت المواقف الرخوية المخزية من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي أحتكرت القرار السياسي الدولي و أخذت على عاتقها مسؤولية حفظ السلم و الأمن الدوليين و تعهدت بمنع الجرائم ضد الانسانية بعد راوندا.
فقد أدان البيت الأبيض استخدام الكيماوي و قال المتحدث بإسمه إنه يعمل على جمع التحقيقات …. بعد 28 استخدام للسلاح الكيماوي في / 5 / محافظات سورية مازال البيت الأبيض يبحث ….؟
الموقف الفرنسي وصل الى استنتاج أن ما يحدث في سوريا هو فظاعة و بالتالي هو أكثر من إبادة و لا نعرف ماذا سيفعل اطفال سوريا الذين امتدت يد الإجرام لأعمارهم الندية فوضعت حداً لها بمثل هذه الأوصاف الإنشائية….؟
و الموقف البريطاني كعادته كان أكثر دهاءاً و مراوغة …. فهو يتوعد و يهدد ….. ثم إذا ما أزفت لحظة الحقيقة يتوارى خلف جميع المبررات التي في الدنيا للتنصل من أي التزام و يدافع عن النظام السوري المجرم لضمان استمراره و إيجاد المخارج له للإفلات من المسائلة و العقاب…. ؟
هذا إذا ما استبعدنا مواقف المجرمين الدوليين الروس و الصينيين الذين زودوا النظام السوري بالغازات الكيماوية التي قتل بها آلاف النساء و الأطفال من أبناء الشعب السوري
و الحقيقة التي لا بد من مواجهتها أن مجلس العار الدولي و بسبب أعضائه الخمسة الدائمي العضوية كان قد غدا شريكاً مباشراً للنظام السوري في جرائم الإبادة التي يقترفها بحق الشعب السوري بصفته متستراً على الجريمة من جهة ….. و محرضاً على المزيد من الجرائم من جهة أخرى.
لقد غدا القائمين عليه و بسب احتكارهم لصناعة القرار السياسي الدولي على مدى ما يقارب من سبعين عاماً في أعقاب انتصارهم في الحرب العالمية الثانية أكثر من منحطين أخلاقياً و هم في مرتبة ما تحت الحضيض …. بدون شرف أو ضمير …. لقد أضحت أيديهم ملوثة بالدماء حالهم كحال النظام المجرم في دمشق و ستبقى صور الأطفال المجللة بالبياض ممن اختصر النظام السوري المجرم اعمارهم تلطخ جباه الدول الخمسة الدائمة العضوية بالعار و الشنار على مدى الأجيال و لن يقيد أي رئيس أمريكي قادم أن يقف مستقبلاً بخجل أمام الكاميرات على غرار ما فعل كلينتون في أعقاب مذابح راوندا و يقول أنه لا التاريخ و لا العالم و لا هو سيسامح نفسه.
من الآن نقول لذلك الرئيس الأمريكي القادم و الذي من الممكن أن يكون حريصاً على سمعة الولايات المتحدة الأمريكة و يأخذ بعين الاعتبار المصالح القومية العليا لبلاده و يحترم كلامه و تعهداته.
لمثل هذا الرئيس المحترم و الذي يستحق أن يخاطبه الانسان نقول : لن تفلح مشاعرك الزائفة المجانية المستقبلية يا سيادة الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية في غسل العار و الشنار عن جبين أمريكا و لن تجد مستقبلاً ما يمكن أن يحسن صورتها في العالم حتى لو أنفقتم جميع ملياراتكم في سبيل ذلك.
الشعب السوري و من خلفه الشعوب العربية و الاسلامية تعلم يا سيادة الرئيس القادم أنكم كنتم على علم و دراية بالضربة الكيماوية قبل وقوعها بدليل تحذيرات قائد الجيوش ” دمسي ” قبل الضربة من أن النظام السوري يؤمن سلاح كيماوي و ينقله من مكان إلى مكان و تحذيراته من إحتمال استخدامه له ….. تلك المعلومات التي بالتأكيد كنتم قد نقلتموها استخباراتياً للأردن بدليل تصريحات رئيس الحكومة الأردني ” عبد الله نسور ” قبل الضربة الكيماوية من أن الأردن لا يستغرب استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي و بالتالي كنتم ترصدون و تراقبون و تعلمون بالضربة الكيماوية قبل وقوعها و بالتأكيد نقلتم تلك المعلومات الاستخباراتية لبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي إضافة لحليفكم الأردن.
لتجلدوا العالم بعد ذلك بالتصريحات المخاتلة من البيت الأبيض في أعقاب الضربة الكيماوية المطالبة بالتحقيق و أنكم تعملون على التحقيق ….. فأي تحقيق يا سيادة الرئيس ….. أي تحقيق ….؟؟
لقد سبق للرئيس الأمريكي الحالي أن صرح منذ ما يقارب السنة و في أعقاب سجالاته التي خاضها سابقاً و التي حذر فيها من مغبة انتقال السلاح الكيماوي للأيدي الخطأ ” بحسب رأيه و تعبيره “
من أن السلاح الكيماوي في سوريا تحت السيطرة و أنه لن يذهب لأيدي غير أمينة بحسب تعبيره و أن أصدقائه و حلفائه ” في إسرائيل ” سيكونون في مأمن منه …؟؟
https://groups.google.com/forum/#!topic/arabtradecenter/I8JOtuw9tuw
http://www.oujdacity.net/international-article-66406-ar
بمعنى أن السلاح الكيماوي للنظام السوري كان تحت رقابة الأمريكان و سمعهم و بصرهم و كانوا يعلمون أن النظام السوري سيستخدمه تمهيداً للمسخرة المسماة مفاوضات جنيف 2 و ها هو الرئيس الأمريكي الحالي ” باراك أوباماا ” الذي يعاني حالياً من مشكلة عمى الألوان بعد أن اختلطت عليه الألوان الحمراء و الخضراء يكتفي بتوصيف خبر استخدام الكيماوي من قبل النظام السوري بأنه ” مقلق ” أو بالأحرى بحسب ما جاء بالحرف في حديثه لصحيفة سي إن إن ” إن استخدام الكيماوي حدث مهم و مثير لقلق بالغ يتطلب إهتمام أمريكا ” و أضاف : أن إدارته تقوم الآن بجمع معلومات عن هذا الحدث المحدد لكنه يستطيع أن يقول إنه خلافاً لبعض الأدلة التي يحاول جمعها أنه رأى مؤشرات واضحة على أنه حدث مهم يثير القلق …!!
في مواجهة هذه المهزلة التاريخية و الاستخفاف بعقول العالم فإننا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان و كمحبين للعدل و السلام و لأمريكا ” الأرض و الإنسان ” نقول :
لا نريد لأي رئيس مستقبلي قادم للولايات المتحدة الأمريكية أن يقف بخجل و يعتذر و يقول أنه لن يسامح نفسه لأننا سنقول له بإسم آلاف الأطفال الذين اختصر النظام المجرم في دمشق أعمارهم : لن يسامحكم أحد …. التاريخ سيلعنكم …. العالم سيكرهكم …. العار سيكلل جباهكم …. أنتم السبب … إذعانكم لهواجس اليمين المتطرف في اسرائيل هو السبب …. كرهكم الأعمى للإسلام السني هو السبب…. شعوب المنطقة لن تغفر لكم و لن تنطلي عليها حيلكم و ألاعيبكم …. و دماء الضحايا ستبقى وصمة عار في جبينكم….. لقد تسترتم على الجريمة و حرضتم عليها.
http://www.youtube.com/watch?v=1FCb_hPNH78&feature=youtu.be
لماذا اقترف النظام السوري المجزرة الآن :
تتابع المنظمة السورية لحقوق الإنسان على مدى السنتين الماضيتين بقلق شديد المخططات التنظيمية الجديدة الصادرة عن محافظة مدينة دمشق و ريفها …… أو بالأحرى الكوارث التنظيمية الجديدة الصادرة عن مجلس محافظتي دمشق و ريفها و التي طالت العديد من المناطق السكنية ذات الأغلبية السنية بالهدم .
كمثال على ذلك المنطقة العقارية قنوات بساتين و هي منطقة ضخمة عقارياً و تشمل تجمعات سكانية هائلة جميعها مناهضة للنظام مثل منطقة ” نهر عائشة والدحاديل والقدم و العسالي وحارة شريباتي و غيرها الكثير.
كما شملت المخططات التنظيمية هدم مناطق عقارية هائلة من شاغور بساتين و هي تشمل مساحات عقارية كبيرة جداً كمنطقة الكباس و سيدي قداد وبستان الدور والدخانية وغيرها و جميع تلك المناطق مناهضة للنظام و تقطنها أغلبية سنية.
يهدف النظام من مخططاته التنظيمية الجديدة تفتيت الحاضنة الشعبية للثورة واستبدالها بنسيج سكاني غير مترابط أو متجانس و ذلك باتباع سياسة غمر تلك المناطق ببؤر استيطانية طائفية موالية له على غرار تلك التي زرعها في المرتفعات على تخوم العاصمة السورية دمشق و احتفلت بتوزيع الحلوى و المشروبات الروحية و البقلاوة في أعقاب المجزرة الكيماوية التي استهدفت الغوطتين الشرقية و الغربية في الريف الدمشقي و التي من الواضح أن النظام يهدف لتوسيعها بدليل أنه أشاح النظر عنها و أبقى المخططات التنظيمية العائدة لها حبر على ورق بحجة الإعتراضات كمناطق مزة جبل 86 أوعش الورور ببرزة أوحي تشرين بالقابون أوالدويلعة أو السومرية أو عرين الأسد أو غيرها.
بذات الوقت الذي قامت جرافاته بهدم / 1700 / عقار في ليلة واحدة في منطقة القدم على سبيل المثال لا الحصر بحجة تنفيذ المخططات التنظيمية الجديدة و مازالت الألة الهمجية للنظام جادة في إعمال معول الهدم و الخراب في الحواضن الشعبية للثورة بذريعة تنفيذ المخططات التنظيمية الجديدة لمدينة دمشق و ما حولها و محافظة ريف دمشق.
و في هذا السياق تأتي محاولات النظام إحداث تغيرات ديمغرافية على الأرض و ذلك بإفراغ ” المعضمية في الغوطة الغربية و زملكا و جسرين و سقبا و حمورية و كفر بطنا و حرستا و دوما و عربين و عين ترما في الغوطة الشرقية و جوبر و القابون في العاصمة دمشق و غيرها من حواضن الثورة السورية التي استهدفت بالمجزرة الكيماوية الأخيرة من سكانها و ذلك بإبادتهم بالغازات السامة دون اسالت نقطة دم واحدة من أي منهم.
يأتي ذلك بعد أن عجزت جميع العقوبات الجماعية من قطع للماء و الكهرباء و الاتصالات و حرمان تام من جميع الخدمات المدنية و البلدية على مدى سنتين و نصف من الزمن، عن ثنيهم عن المضي في ثورتهم الشعبية على النظام .
و بعد أن عجز النظام عن إفراغ تلك المناطق من سكانها بسياسات الحصار و الاغلاق و الاعتقال و القتل خارج القانون و الاختطاف و الاخفاء القسري الممنهج بعد أن شكلت الحواضن الشعبية وحدات مقاومة مسلحة للدفاع عنها.
سياسة إبادة جماعية تهدف لتهجير قسري لمن تبقى على قيد الحياة في مناطق السنة الثائرة لاسيما الريف الدمشقي و محيط مدينة دمشق بهدف إخلاء مناطقهم لمليشيات الموت الطائفية و الضباط العلويين و عصابات النظام ممن بات يعرف بجيش الدفاع الوطني و قطعان الشبيحة لنهبها و سرقتها و الاستيلاء عليها.
و لم تقتصر تلك السياسات على العاصمة دمشق و يفها ففي محافظة حمص شملت سياسات التهجير القسري التي انتهجها النظام السوري و شبيحته شارع نزار قباني و الميدان و باب هود و باب السباع و العدوية و المريجة و الغوطة و التي تعتبر الأرقى و الأغلى سعراً في حمص و التي قام بنقل قاطنيها إلى منطقة الإدخار المتاخمة للقرى الموالية ليقوم بتوطين عناصر مليشياته المسلحة مكانهم و مرتزقة المقاتلين الايرانيين و اللبنانيين و العراقيين بدلاً عن السكان الأصليين لتلك المناطق.
ذات السيناريو تكرر في حلب في محيط نبل و الزهراء في مناطق الراشدين و الغيرة و أخيراً عفرين و غيرها.
بالأمس في قرية البيضا في محافظة طرطوس و هي التي تعتبر المنطقة الأرقى و الأوسع عقارياً، قامت مليشيات النظام الطائفي بتصفية عوائل بأكملها لم يبقى منها أحد و ومن ثم قامت بتوزيع أملاكها على مرتزقة المليشيات المسلحة.
بالأمس القريب و في أعقاب تقدم قوات المعارضة في بعض قرى الساحل السوري و فرار بعض العوائل العلوية من تلك القرى قامت المليشيات المسلحة للنظام السوري بإخراج عوائل سنية من أهالي و سكان مدينة اللاذقية من بيوتها دون السماح لهم بحمل أي من موجودات المنزل معهم و قامت بإسكان العوائل العلوية مكانها و لم تعيد البيوت لأصحابها بعد انسحاب قوات المعارضة من القرى العلوية.
إنها خطة للتهجير الطائفي الشامل لمناطق السنة الثائرة في إطار مخطط واسع يهدف لتوطين المقاتلين المرتزقة مكان السكان الأصليين بهدف إحداث تغييرات ديمغرافية على الأرض تضمن قيام أو استمرار الكيان الوظيفي الحالي الذي يدعي أمام القوى الغربية العظمى أن البديل عنه سيكون إسلامي متطرف في حين أنه ضامن لأمن اسرائيل في المنطقة و ضامن لتفوقها النوعي و العسكري لتستره بلبوس المقاومة و الممانعة و لعب دور العدو الوهمي لإسرائيل الذي يتيح لها ابتزاز الغرب.
و الطريف بالأمر أن اسرائيل و الولايات المتحدة على معرفة بمخططات النظام فيما يبدوا و بالترتيبات الجارية على الأرض بدليل توافق تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي ” يعنون ” مع تصريحات قائد الجيوش الأمريكية ” دمبسي ” من أن الصراع في سوريا طائفي و طويل الأمد و حذر ” ديمبسي ” من أن المعارضة التي ستخلف النظام السوري لن تحقق مصالح أمريكا و ربيبتها اسرائيل …و عليه فمن الممكن فيما يبدوا أن لا تكون يدها أمينة على السلاح الكيماوي فيما لو وصل إليها، كما هي يد النظام الحاكم في دمشق أمينة على ذلك السلاح الذي اختص به النساء و الأطفال في دمشق و ريفها.
في المسؤولية عن المجزرة:
لا نعتقد في المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن النظام المجرم في دمشق يتحمل وحده المسؤولية التاريخية عن المجزرة الكيماوية التي اقترفها فجر الأربعاء 21 / 8 / 2013 والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء، فمن يقصف حواضره و مدنه بالسلاح الكيماوي و يتسبب في قتل آلاف الأبرياء خنقاً في غضون نصف ساعة لا يمكن وصفه بأنه نظام حكم و إنما عصابة أشرار بدون شرف أو أخلاق و بالتالي فمن غير المنصف أن نحمل تلك العصابة وحدها مسؤولية ما اقترفت و نتجاهل من مهد لها الأجواء و من خلق لها الظرف الملائم و من شارك و من تستر و من تدخل في اقتراف الجريمة .
و لتوزيع المسؤولية بشكلها الصحيح لا بد من إلقاء نظرة سريعة على طريقة معالجة ملف السلاح الكيماوي للنظام السوري من قبل الأمم المتحدة لنعرف كيف تجرأ النظام السوري على شن هجومه الكيماوي في غضون / 48 / ساعة فقط من وصول لجنة الخبراء الخاصة بالكشف عن استخدام المواد الكيماوية التابعة للأمم المتحدة .
فقد سبق للمنظمات الحقوقية السورية و أن رصدت و وثقت أكثر من / 28 / هجوم كيماوي كان قد شنها النظام السوري في خمس محافظات سورية منذ بدء الثورة السورية و مع ذلك لم تحرك الأمم المتحدة ساكناً و لم تشكل لجنة تحقيق أو تفتيش من أي نوع و لم تقم بأي إجراء لردع النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي في مواجهة شعبه إلى أن جاءت حادثة خان العسل بالريف الحلبي و التي قصف فيها النظام السوري أهدافاً تابعة له بالخطأ بتاريخ 19/3/2013 .
https://swasia-syria.org/?p=365
طالب النظام السوري الأمم المتحدة بلجنة تحقيق بالحادثة فقررت الأمم المتحدة إرسال لجنة تحقيق على أن تشمل مهمتها التحقيق في هجومين آخرين بالكيماوي الأول في حمص بتاريخ 23/12/2012 في حمص و الثاني في منطقة العتيبة بريف دمشق فرفض النظام استقبال المفتشين الذين غادروا إلى قبرص.
و استمرت المفاوضات منذ الشهر الرابع و المفتشين في حالة انتظار في قبرص و حتى تاريخ 18/8/2013 و هو تاريخ دخولهم إلى دمشق.
– استناداً للمفاوضات الجارية ما بين الطرفين فقد طلبت الأمم المتحدة من النظام السوري السماح للمفتشين بالدخول بدون تأشيرات دخول إلا أن النظام المجرم في دمشق رفض ذلك لأنه يريد أن يحدد أعضاء البعثة و هوياتهم و يوافق عليها مسبقاً. و مع الأسف أذعنت الأمم المتحدة لإملاءات النظام المجرم و بعد مفاوضات طويلة وافق النظام القاتل لشعبه على ممجموعة خبراء ينتمون لدول أوربا الشمالية و أمريكا اللاتينية و بعض دول أسيا فقط لا غير.
– رفض النظام المجرم في دمشق طلباً من الأمم المتحدة بأن توفر لأعضاء اللجنة وسائل النقل البري و البحري و الجوي و اشترط النظام السوري على أن تواكب البعثة مرافقة إمنية استخباراتية سورية .
– رفض النظام القاتل في دمشق طلب الأمم المتحدة بأن يقوم جهاز الحماية الأمنية التابع للأمم المتحدة بتولي مهام حماية اللجنة فوق الأراضي السورية واشترط أن تكون الحماية استخباراتية تابعة له .
– اشترط النظام المجرم في دمشق أن يضم فريق الخبراء مراقبين من قبل النظام للتأكد من جيادية ما تقوم به لجنة التحقيق الدولية و ليطلع مراقبي النظام السوري على صحة العينات بحسب تعبير النظام و بالتالي تكون لجنة التحقيق تحت إشراف مراقبي النظام.
– اشترط النظام المجرم الحصول على نسخة من كل عينة يستخرجها فريق المحققين لإجراء تحقيق مقارن بحسب زعم النظام و في حال التوصل إلى نتائج مختلفة يعرض الموضوع على طرف ثالث للتحكيم ….. ” و طبعاً لن يكون هذا الطرف الثالث إلا المجرم الدولي لافروف و عصابته في موسكو “
– و على أن تقتصر المهمة التحقيقية على بيان فيما لو تمّ استخدام السلاح الكيماوي من عدمه و لا يشمل من قام بذلك الاستخدام.
بطبيعة الحال فإن مثل هذه الشروط المذلة للأمم المتحدة ستشجع النظام المجرم في دمشق على شن مثل هذا الهجوم الكيماوي الواسع النطاق لذلك فإن الأمم المتحدة و نتيجة قصورها في معالجة الأزمة السورية و تواطئها مع النظام السوري القاتل لشعبه تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية الأخلاقية و التاريخية عن المجازر التي حلت بالشعب السوري.
كما أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا تتحمل جزءاً من المسؤولية عما آل إليه حال السوريين لأن روسيا و الصين حالها كحال النظام السوري بدون أخلاق و لا ضمير.
ففي تصريح الرئيس الأمريكي و البريطاني قبل ساعات من الآن جاء فيه أن هناك مؤشـرات على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي…؟
إن مثل هذه التصاريح ستشجع النظام على شن المزيد من الهجمات، لأنه بعد / 28 / هجوم كيماوي و بعد آلآف ضحايا الكيماوي تحت سمع العالم و بصره فإن مالدى الرئيس الأمريكي و البريطاني مجرد مؤشرات متزايدة، في حين أن فرق التفتيش في العراق كانت قد قامت بتفتيش غرفة النوم الخاصة بالرئيس العراقي صدام حسن و ملابسه الداخلية و مع ذلك كان هناك أدلة دامغة لا يعلم ما هيتها إلا الله و ليس مؤشرات متزايدة.
مع الأسف فإن أمثال هذه المواقف المخزية من الأمم المتحدة و الدول الخمسة دائمة العضوية هي ما شجع النظام على اقتراف المجزرة الكيماوية و بالأحرى تمهد له الطريق لإقتراف الجرائم و من ثم تخلق له المخارج و تتستر عليه.
إن المنظمة السورية لحقوق الإنسان على يقين أن صور الأطفال المجللين بالأكفان البيضاء و الذين اختصر المجرم الدولي بشار الأسد أعمارهم في غضون دقائق من شن هجومه الكيماوي لن تهز شعرة واحدة في رأسه لأنه بإختصار بدون ضمير .
لكنها بالتأكيد تكفي لجلد ضمائر كثير من قادة العالم الحر و أنصار الحق و العدل و المساواة الذين لاذى الكثير منهم بالصمت و ركنوا للدعاية الغربية المغرضة التي ينفق في سبيلها مليارات الدولارات لتشويه صورة الثورة السورية و شيطنتها و إظهارها على أنها حرب أهلية و طائفية و إظهار الشعب السوري التواق للحرية على أنه مجموعة أصولية متطرفه.
المنظمة السورية لحقوق الإنسان على يقين من أن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف و لن تذهب تضحيات أبناءه هدراً مهما طال الزمن و سيحاسب التاريخ كل من ظلمه و استخف بدماء أبنائه و حاول فرض حكم القلة الغاشمة عليه.
دمشق 24/8/2013 مجلس الإدارة
ملحق يتضمن بعض صور المجزرة: