المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )
لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي.
( المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة )
يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
( المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة )
بيان
خلفية التضليل الاعلامي:
لاحقاً للبيان الصادر عن المنظمة السورية لحقوق الإنسان بتاريخ 5/5/2013 و المتعلق بمحاولات اسرائيل مد طوق النجاة للنظام السوري من خلال احياء اللعبة القميئة التي باتت مكشوفة و المتمثلة في استخدام سوريا و حزب الله ” كفزاعات للمقاومة و الممانعة ” بهدف خلق عدو افتراضي وهمي على حدودها يضمن استمرار استجرار الدعم و التعاطف الدولي لإسرائيل.
لطفاَ : https://swasia-syria.org/?p=286
الأمر الذي أورث حالة من الاستنقاع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الحياتي و المعاشي في سوريا و أرسى نظام وراثي قمعي استبدادي قهري مدعوم ” سراً و علانية ” من قبل جميع قوى الشر في العالم لاسيما مجلس الأمن الدولي و هو ما تمخض عنه كلفة إنسانية عالية دفعها السوريين تحت سمع و نظر العالم أجمع.
و في هذا السياق تتواصل حملة الخداع الدولي من قبل تل أبيب التي زعم وزير خارجيتها أمس أن ” هجماتها على أهداف في سوريا ترمي إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ” …… و كأن العالم لا يعلم أن اسرائيل تستطيع احتلال لبنان كلها و ليس فقط حزب الله في عشر دقائق.
إلى دمشق التي يحاول الإعلام الرسمي فيها شرعنة المعركة الخسيسة التي يخوضها في مواجهة الشعب السوري و ذلك بتلفيق دسيسة غبية ممجوجة مفادها أن اسرائيل تقف على الجبهة إلى جانب المعارضة المسلحة …..!!
بالأمس زعم النظام السوري القبض على سلاح استراتيجي نوعي في القصير المحاصرة و بعد التحري عن هذا السلاح الاسترتيجي يتبين أنها سيارة نوع ” حبيب ويلز ” موديل 1960 …. أو كذبة أكبر من هناك مفادها أن الجيش السوري هو من قام بتدمير عربة اسرائيلية كانت متوجهة إلى قرية بئر عجم لدعم المجموعات الارهابية المتحصنة في القرية بعد أربعين سنة من حراسة حدود اسرائيل …. ليتبين فيما بعد أن المجموعات المسلحة هي من استهدفت السيارة.
و على أنغام ذات المقام التلفيقي يعزف جاي كارثي المتحدث بإسم البيت الأبيض أن من حق اسرائيل توجيه ضربات على الأراضي السورية لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله.
حزب الله الدي أعلن رسمياً دخوله رسمياً على جبهة القتال في سوريا دعماً للنظام السوري في مواجهة شعبه و الذي يصرخ أمينه العام كالملسوع مهدداً زاعماً أنه إذا ما سقط الأسد فإن القدس ستسقط بسقوطه …. و كأن القدس لم تسقط منذ أكثر من ستين سنة ليربط أبو المبايعة ما بينها و ما بين شخص تافه و مدلل لم يعرف في حياته سوى طعم السلطة.
و اليوم يخرج علينا دجال المقاومة من مدينة مشغرة اللبنانية في مهرجان أطلق عليه ” عيد المقاومة و التحرير الثالث عشر ” برزمة كاملة من الأكاذيب و الأضاليل و التي مفادها:
– النظام السوري أراد الحوار من البداية لكن الشعب السوري رفض ………. كذاب
– النظام السوري أراد الاصلاح الجدي و الحقيقي لكن الشعب السوري رفض ….. كذاب
– كان هناك تسويات مقبولة و معقولة لكن الشعب السوري رفض …… كذاب
– المعارضة في الخارج موظفين عن المخابرات الأمريكية ….. كذاب
لأنه بالأساس و كما يعلم الجميع أن النظام الشمولي لم يترك معارضة حقيقية ذات بنية تحتيه يمكن لها أن تدعي تمثيل الشعب السوري و الصراع منذ البداية كان ما بين النظام السوري و الشعب السوري و ما المعارضة السياسية إلا مولود مستنسخ جاء بعملية قيصرية غربية، بعد اندلاع الثورة السورية بهدف إيجاد شخصية إعتبارية يمكن لها أن تجلس على طاولة المفاوضات مع الأسد و تدعي تمثيل السوريين و هو ما يظهر واضحاً من خلال جميع المبادرات الدولية بدءاً من كوفي أنان إلى جنيف 1 كما تسمى إلى مرحلة الإبراهيمي إلى جنيف 2 و ما سيأتي بعده.
ثم على ذات مشجب التضليل الإعلامي الذي اشتد إواره مؤخراً يقول:
– أنه لا يوجد ثورة شعبية في سوريا و إنما مجموعات تكفيرية و تيار سلفي جهادي …….. كذاب
– و أنه يزج بمليشيات حزب الله في سوريا دفاعاً عن اللبنانيين بكل أطيافهم سنة و مسيحين و ليس شيعة ففط ….. كذاب
– و أن التيار السلفي الجهادي السني التكفيري في سوريا مدعوم أمريكياً و غربياً و اسرائيلياً …… كذاب
– و أن النظام السوري هو ظهر المقاومة و إذا سقط بيد الأمريكان ستضيع المقاومة و فلسطين و القدس …. كذاب
– و أن هناك طرفين في المعادلة هما الأمريكان و التكفيريين و الصهاينة من جهة ……و حزب الله و النظام السوري و المقاومة و الممانعة من جهة أخرى …… كمان كذاب
– و أن المقاومة المسلحة في سوريا شاقوا بطون و نابشي قبور و قاطعي رؤوس …….. كذاب
– و أنه ليس لحزب الله أي خلفية طائفية أو مذهبية و أنه قاتل بالبوسنة و الهرسك ….. و الله كذاب
– و في محاولة منه لتبرير فشلهم العسكري في حمص يقول أنه لم يستعمل في ” القصير ” قوات النخبة
و إنما القلة من مقاتلي حزبه و أنه لا يقبل الوحيد للتطوع و يحاول منعه من القتال في سوريا …. يعلم الله أنه كذاب
و الشيء الوحيد الذي لم يكذب به ” فزاعة المقاومة الاسرائيلية الذي يؤمن للدولة العبرية عدو وهمي على حدودها يضمن لها التفوق النوعي و الاستراتيجي و استجرار المساعدات الغربية ” في خطابه هو أن مرحلة جديدة قد بدأت أسماها زوراً و بهتاناً ” حماية المقاومة و حماية ظهرها و التي كانت بمثابة إعلان التحالف الطائفي الإقليمي المذهبي حربه الضروس على الشعب السوري إلى جوار النظام القاتل لشعبه في دمشق.
و قد سبقه و مهد له في مهرجان التضليل الإعلامي قائد الاوركسترا ” نيتن ياهو ” حينما زعم أنه فشل في إقناع الحليف الروسي بعدم تصدير السلاح للنظام السوري بعد أن أكد بوتين أمام الملأ أن صواريخ س 300 الروسية لم و لن تستعمل في مواجهة اسرائيل لا في الماضي و لا اليوم و لا في المستقبل …..و بالتالي فهي فقط لأطفال و نساء و شيوخ سوريا حالها كحال السكود و الفاتح و الاسكندر و غيرها من وسائل الدمار التي يقتل بها السوريين اليوم …… و من جهته طمأن نيتنياهو نفسه و المتطرفين من حوله و حسن نصر الله في بيروت أن بشار الأسد باقي و لا يوجد قرار دولي بإسقاطه…. بمعنى أنه موجود بإرادة مجموعة الأشرار الدوليين الخمسة بقيادة اسرائيل و ليس بإرادة الشعب السوري الذي ضحى بكل شيء في سبيل الخلاص من هذا المجرم و مازال وزير الخارجية الروسي ينافق و يقول إن مسألة بقاء الأسد يقررها الشعب السوري ….. !!
و سط كل هذا الصخب الإعلامي التلفيقي يخرج علينا رئيس الموساد السابق ” إفريم هاليفي ” ليقلب رأس المجن على تلك الجوقة من الكذابين و المنافقين و المحتالين الدوليين و يؤكد أن بشار الأسد هو رجل تل أبيب في دمشق و أنه و والده من قبله تمكنا من حفظ الهدوء على الجبهة السورية الإسرائيلية على مدى أربعين سنة و لهذا فإن ثقة اسرائيل بالرئيس الأسد الإبن لا تتزعزع….. و قد جاء ذلك في تقرير تمّ تسريبه عبر قنوات سرية و علنية جاء فيه أن هناك إتفاق على الدور الذي من المفترض على اسرائيل أن تلعبه في الأزمة السورية حفاظاً على الأسد بدمشق …. و بطبيعة الحال على نصر الله في لبنان.
الوضع الميداني على الأرض :
على خلفية هذا الزحام التضليلي استمرت مليشيات النظام السوري مدعومة بمليشيات الموت المسلحة لحزب الله اللبناني و الحرس الثوري الايراني و مرتزقة المالكي في اقتراف جرائم الإبادة الجماعية و التطهير العرقي و الجرائم ضد الانسانية.
فقد استمرت الحملة الهمجية المسعورة على جيمع المحافظات السورية الأربعة عشر دونما استثناء لا سيما دمشق ” برزة و القابون و القدم و الميدان ” و ريفها كله الذي مسحت أجزاء منه عن الخريطة و التي يستعد ما يسمى ” حزب الله العراقي ” للمشاركة في جرائم التطهير العرقي فيه لاسيما في بلدة العتيبة و كذلك في حلب لاسيما القسم الشرقي و الجنوبي من ريفها و كذلك حمص لاسيما المناطق المحاصرة الأربعة عشر في حمص و خاصة قراها الجنوبية ” البويضة – الضبعة – المسعودية – الصالحية و كذلك الوعر و الخالدية و جورة الشياح و القرابيص و باب السباع و الخالدية و باب الدريب و غيرها و بالطبع القصير التي أمطرها النظام السوري بقصف جوي ومن ثم انهالت عليها مليشيات حزب الله اللبناني بقصف بري بالمدفعية الثقيلة و الدبابات و البراميل المتفجرة و راجمات الصواريخ و قذائف الهاون في حملة شرسة مسعورة غير مسبوقة في محاولة لإحراق كل شيء ” الأخضر و اليابس … الكبير و الصغير … المرأة و الطفل ” …و كذلك حماه و دير الزور و إدلب و اللاذقية و الرقة و جميع المدن في جميع المحافظات السورية.
القصير اليوم على لائحة الموت و الدمار الشامل في إطار سياسة ممنهجة من قبل النظام السوري لإشعال فتنة طائفية و مذهبية تشكل أساساً صالحاً و مسوغاً مقبولاً لوصاية دولية قادمة على المنطقة بذريعة حماية الأقليات.
استراتيجية النظام السوري بعد سنتين من عمر الثورة السورية:
بعد فشل النظام السوري على مدى سنتين في قمع الثورة السورية رغم استخدامه جميع أدوات القتل و التدمير بدءاً من الذبح بالسكين و انتهاءاً بالصواريخ البالستيه العابرة للقارات مروراً بالأسلحة الكيماوية و العنقودية و الحرارية …. مروراً بالنفي و الاعتقال و الابعاد القسري و التشريد و التنكيل و هدم المدن فوق رؤوس أهاليها.
و بعد فشل النظام السوري في تشويه الثورة السورية رغم الحملة الاعلامية التي شنها الغرب و اسرائيل لشـيطنة الثورة و التي اعتمدت رواية النظام السوري بوجود ” مندسين – إرهابيين – سلفيين – جهاديين – قاعدة – ” و أضاف لها النظام نكهته الإعلامية المميزة ” مؤامرة كونية – مخطط استعماري – النيل من قلعة الصمود و التصدي – الصهيونية و الاستعمار ….
و بعد فشل النظام في مزاعم حماية الأقليات من جهة…… أو حماية اسرائيل من كابوس الاسلام الراديكالي من جهة أخرى.
لم يكن أمامه سوى التواري أو التلظي وراء المحور الشيعي بهدف تدويل الأزمة السورية و توسيع دائرة الصراع ليأخذ الطابع الإقليمي المهدد بهزات كبرى في المنطقة ” صراع سني شيعي “ ظناً منه أنه بذلك يخرج الثورة السورية عن مرتكزاتها الوطنية الجامعة بصفتها ثورة شعب يريد الحرية و يطالب بدولة وطنية مدنية تعددية ديمقراطية جامعة لكل موكوناتها من جهة و يرسل للعالم رسالة مفادها أن سقوط النظام السوري سيزعزع إستقرار المنطقة ككل و يتسبب في ما لا تحمد عقباه و ها هو اللواء في المخابرات السورية بهجت سليمان و الذي يعمل في أوقات الفراغ سفيراً للنظام في الأردن يهدد العرش الملكي الاردني بالسقوط إذا ما سقط النظام بدمشق ….!!
و هكذا استفاد النظام السوري من الغطاء الدولي ” مجلس الأمن ” و الرخصة الدولية المفتوحة للقتل و تقويض السلم و الأمن الدوليين و عمل جاهداً على إثارة و تأجيج النعرة الطائفية في الداخل من جهة ….و استحضار تلك النزعة الطائفية المذهبية على نطاق إقليمي بزعم أن المقدسات الشيعية في خطر أو أن الأمن القومي الشيعي الايراني مهدد و أن عليهم أن يتدخلوا لحماية تلك المقدسات في دمشق ” مقام السيدة زينب و السيدة رقية و السيدة سكينة و غيرها ” و كأن تلك المقامات ليست في دمشق منذ أربعة عشر قرناً و كأن نظام الأسد الأب و الإبن هو من أحضرها معه…!!
ثم أين كانت الحمية و الجرأة في القول إبان الاحتلال الأمريكي للعراق حينما تمّ ضرب الصحن الحيدري في كربلاْء مرقد الامام علي و دمر ما حوله ثم قصف مرات و دمرت أجزاء منه و بعدها فجر مرقد الجوادين في سامراء …..أين كان الحلف الشيعي في ذلك الوقت و لماذا لم يجرؤ على نبس بنت شفه لحماية مراقد الأئمّة يوم كانت أمريكا هناك ….. أم أنها أمريكا يا ماما ….. و شجاعة حلف الملالي لا تخرج من عقالها و لا تصحوا من سباتها إلا بمواجهة الشعب السوري اليتيم.
صحيح أن ” دجال المقاومة اليوم في لبنان ” حاول في خطابه في بلدة مشغرة أن يلتف و يتلون و يلحس كلامة السابق و تصريحاته و مواقفه المعلنة و التي مفادها أن قوات حزب الله دخلت الحرب مع النظام السوري لحماية المقدسات الشيعية من جهة …. و لحماية اللبنانيين الشيعة في الضيع المشتركة من جهة أخرى…….لكن و كما يقال فإن : حبل الكذب قصير فسرعان ما ينكشف الكذاب بعد أن يبدل ذرائعه و سحنته كالحرباء.
لفد تجلى البعد الطائفي الاقليمي مؤخراً في سوريا بأشنع صوره من خلال جرائم التطهير العرقي كما حدث في بانياس و حاليا في ” القصير ” مستخدماً كوادر من مرتزقة حزب الله اللبناني و حزب الدعوة العراقي و المليشيات المتفرعة عنه و بطبيعة الحال الحرس الثوري الايراني و أخيراً و ليس آخراً بعض ضعاف النفوس من أبناء الطائفة العلوية في تركيا الذين لم يتورعوا عن تفخيخ السيارات كما حدث في الريحانية بتركيا.
يعلم النظام السوري أن نهراً من الدم بات يفصله عن امكانية استمراره حاكماً فاشياً جائراً دموياً يوظف القلة من المجرمين و المقترفين لحكم الأكثرية من السوريين المسحوقين، لذلك هو يعمل الآن على تفجير الفتنة الطائفية في سوريا و في محيطها بحثاً عن تسوية طائفية تكون مدخلاً لدويلة علوية تحت وصاية دولية.
و يرى في الحليف الروسي متكاً صالحاً يمكن له أن يستند عليه لتغطيته دولياً فيما يتعلق بتحقيق هدفه الرخيص… روسيا التي تحولت بعد سقوط القناع الماركسي إلى مافيا سياسية ” بدون مبادئ أو أخلاق أو سمعة و أيضاً بدون إيديولوجيا ” و كل ما فيها عرضة للبيع أو التفاوض و هي تهتم بمستقبل الساحل السوري أكثر من أي شيء آخر و هي تريد بكل هذه الصفات أن تلعب الدور الذي سبق للإستعمار الغربي و ان تخلص منه منذ ما يقارب المئة عام.
روسيا لم يبق لها سوى التركة غير شرعية للإتحاد السوفيتي السابق و المتمثل في المقعد الدائم في مجلس الأمن الدولي و الذي من خلاله تلعب دور منديل القذارة لهذا المجلس المعادي لطموحات الشعوب في الحرية و الكرامة و الديمقراطية و حقوق الإنسان و الذي يدار ” بالريمونت كونترول ” من تل أبيب
يعتقد النظام السوري أنه بذلك يحرف الثورة السورية عن مسارها و مرتكزاتها و يظهرها للعالم على أنها ثورة أهل السنة و بحاول تشويهها و دمغها بالتطرف و السلفية و الراديكالية و إظهار ما يجري في سوريا و كأنه حرب أهلية و ليس ثورة شعبية .
و من جهة أخرى يستقوي عسكرياً ” بالمحور الشيعي الايراني اللبناني العراقي ” و يبرر دخوله على خط المواجهة المسلحة مع الشعب السوري اليتيم الممنوع حتى من الدفاع عن النفس.
مع ذلك ظلت الثورة السورية ثورة شعب أراد الحياة … يعيش على الأمل ….ظلت على خطابها الوطني الجامع و على مطالبها بدولة مدنية ديمقراطية تعددية حرة أبيه و. تعالت على الجراح و توجهت لجميع مكونات الشعب السوري .
إنعكاس سياسة الاستقطاب الطائفي و المذهبي التي يتبعها النظام السوري على تركيا:
تحقيقاً للسياسة الممنهجة للنظام السوري لإشعال نار الفتنة الطائفية و المذهبية في المنطقة ، و في تمام الساعة 13:45 من بعد ظهر يوم السبت الواقع في 11/5/2013 وقع تفجير في محافظة هاتاي التركية قرب مبنى البلدية في مدينة الريحانية وبعد 15 دقيقة وقع انفجار ثاني في نفس المدينة قرب مركز البريد وقد أسفر الإنفجارين عن أكثر من / 40 / قتيلاً و أكثر من / 100 / جريح من بيهم ثماني ضحايا سوريين.
و بموجب تحقيقات رسمية تركية فإن الذراع الاستخباراتي الطائفي السوري ضالع في هذه التفجيرات، هذا عدا عن قيام بعض المتورطين الاتراك لاسيما من أبناء الطائفة العلوية من أصحاب النوازع غير الكريمة و الذين يتم تجييشهم من قبل النظام الطائقي في سوريا بالإعتداء على اللاجئين السوريين لاسيما في مدينتي أنطاكية و الريحانية و تكسير سياراتهم و اقتحام منازلهم بإعتبارهم من وجهة نظرهم مناهضين لحكم الأسد الإبن.
– فقد تمّ الاعتداء على عضو المنظمة السورية لحقوق الإنسان الأستاذ هاني العزو في مدينة الريحانية و إخراجه من منزله
– في الساعة السادسة فجراً من يوم الثلاثاء 3/5/2013 تمّ الاعتداء على لاجئ سوري في مدينة الريحانية و طعنه بالسكاكين و الذي قامت السلطات المحلية بإسعافة و مازال مصيره مجهولاً حتى تاريخه.
– تمً الإعتداء على سيارات العديد من السوريين و تكسيرها و منهم اللاجئ الدكتور زياد غزال.
– هناك أنباء لم ينتمكن من التثبت منها تفيد بإلقاء القبض على أحد الأتراك أثناء محاولته التوجه لمخيم اللاجئين السوريين بهدف تفخيخ القسم الخاص بحضانة الأطفال.
– تم ّ منع السوريين في المدينتين السالفتي الذكر من القيام بأي عمل لكسب قوتهم اليومي و الإعتداء عليهم في حال شوهدوا في الشوارع من قبل المليشيات الطائفية و من دار بفلكها و هناك من السوريين من لم يخرج من منزله منذ أيام حتى لتدبر شراء الخبز لأولادهم خشية الاعتداء عليهم.
الموقف الرسمي التركي ::
أدانت السلطات التركيه الانفجار و اعتبرتها عملاً ارهابيا يهدف الى قتل المدنيين و فتحت تحقيقا قضائيا في الموضوع و اعتبرت الفعل مدانا من أية جهة كانت.
ثم أكدت التحقيقات ضلوع مجموعة يساريه متطرفه تدعى حركة تحرير اسكندرون و هي منظمه طائفية تمارس القتل بقيادة المدعو “مهراج أورال ” و كانت هذه المنظمة قد اقترفت جرائم متعدده في تركيا و من ثم استقطبتها المخابرات السورية و ساندتها و اتجه العديد من كوادرها إلى سوريا و شاركوا في مجازر التطهير الطائفي في الساحل السوري و خاصة في بانياس و هناك إدعاء رسمي أمام النيابة العامة بحقهم و مازالت القضية منظورة أمام القضاء التركي رسمياً.
و قد أصدرت الحكومه التركيه بيانا ادانت فيه التفجيرات و أشارت الى ضلوع هذه المجموعات المتطرفه بالانفجارات الارهابيه
ومن ناحيته نفى رئيس الوزراء التركي أن يكون للتفجيرات أي علاقة بالسوريين في الريحانية، و قال: “هناك تكهنات واستفزازات بشان اللاجئين إلا أن هذه الانفجارات لا صلة لها بالمعارضة السورية، إلا أن هناك عصابة تحاول ان تلقي اللائمة على المعارضة السورية واللاجئين السوريين المظلومين”، وذلك في حديثه للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة
وقال أردوغان مؤكداً لتصريحاته السابقة: “سنتخذ الخطوات الضرورية في المستقبل لكننا لن نخدع. إلا أننا سننتقم عندما يكون ذلك ضروريا ولسنا خائفين من ذلك. يتعين ان يدرك الجميع هذا.
و اثر الانفجار أغرت مجموعة طائفية أخرى تابعه لحزب الشعب الجمهوري عددا من الشبان بارتكاب أعمال عنف ضد السوريين و أقدمت هذه المجموعات على تكسير سيارات السوريين و الاعتداء على بعض السوريين بالضرب.
و في مقابلة ميدانيه لمنظمتنا مع أحد الاشخاص في الريحانيه و يدعى فيروز أوغلو أفاد:
في إحدى جولاتي في انطاكيا قابلت عضو فاعل في حزب الشعب الجمهوري و أفادني باحتمال ارتكاب الحزب لعمليات ارهابيه في الريحانيه في محاوله للضغط على السوررين لاجبارهم على مغادرة تركيا و هو ما اعلمته به السلطات التركية للتو
جدير بالذكر أن الرئيس التركي عبد الله غل كان قد قام في مدينة الريحانيه بتفقد ضحايا التفجير من أتراك و سوريين و ألقى كلمة طمأن فيها السوريين على أوضاعهم و أن الدوله التركيه تتحمل مسؤولياتها تجاه. اللاجئين السوريين و قد قام الرئيس التركي بزيارة ذوي الضحايا من سوريين و أتراك و عبر عن ألم تركيا لهذه التفجيرات .
لطفاً : الرئيس التركي يزور بلدة الريحانية ويلتقي ذوي الضحايا
الموقف الشعبي التركي :
كان الموقف الشعبي التركي لافتاً و مؤيدا لأحقية مطالب الشعب السوري بالتخلص من نير الاستبداد على مدى سنتين من الثورة السورية أبدى عموم الأتراك وفاءاً للتاريخ و الجغرافيا التي تشارك فيها الشعبين العظيمين المتطلعين للحرية و كثيراً ما استقبل الأتراك أخوانهم السوريين و لم يبخلوا عليهم بالعون و المساعدة و تضميد الجراح.
و في أعقاب التفجيرين قام الاتراك باسعاف جرحى الانفجارين بدون تمييز ما بين سوري و تركي و أوصلوهم الى المشافي و من ثم قامت مجموعات من المواطنين الأتراك بحماية السوريين الموجودين في الريحانيه من المجموعات الطائفية المتطرفه و طلبوا منهم التزام بيوتهم كي لا يتم الاعتداء عليهم من قبل تلك العصابات المأجورة و كثيراً ما قاموا بتأمين كافة الاحتاجات الغذائيه لهم من طعام و شراب و وقود وأصبح كل يعتني بجيرانه.
و في حال أراد أحد السوريين السفر أو اضطروا للخروج أو حتى التنقل فإن مجموعات من الاهالي الأتراك تقوم بمرافقته لمنع اعتداء هذه العصابات الطائفية المتطرفه عليهم و هو ما فعله الاتراك مع المحامي محمد حاج عبدالله حيث قام المواطنون الاتراك بمرافقته. بسياراتهم ليصل الى مقصده .
كما أبدت منظمات المجتمع المدني تعاونها مع مأساة السوريين و كان لها فضل كبير في اغاثة السوريين أثناء الازمه و ما رافقها من محاولات للاعتداء على اللاجئين السوريين بقصد طردهم من تركيا و قامت بتوزيع المواد الغذائيه و متطلبات العائلات السوريه المقيمه في مختلف المدن التركية و بخاصه هيئة المسانده الانسانيه و منظمة الاي هاها .
موقف المنظمة السورية لحقوق الإنسان
ترى المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن على الشعب السوري الكريم التمسك أكثر من أي وقت مضى بمبادئ الثورة السورية في العدالة و الحرية و المساواة و الكرامة …. و المنادية بالدولة المدنية التعددية الديمقراطية الجامعة لكل مكوناته و أن تصر الثورة السورية على خطابها و لغتها و مفرداتها المطالبة بالحقوق الأساسية و المكاسب الانسانية في مواجهة محاولات النظام السوري الاستقطاب الطائفي الاقليمي المذهبي الشوفيني.
و فيما يتعلق بحزب الله اللبناني و العراقي و الحرس الثوري الايراني و كل من ارتضى على نفسه أن يكون بندقية مأجورة مصوبة لصدور أطفال سوريا تحت شعار محاربة التكفيريين و المدسوسين و المتأمركين و هم في حقيقة أمرهم ليسوا أكثر من حفنة مفعمة بالطائفية و المذهبية فالعار و الشنار … ستبقى وصمة العهر التاريخي على جبينكم و لن تنفعكم لا روسيا و لا الصين و لا اسرائيل و لا جميع قوى الشر في هذا العالم.
و مع علمنا و تقديرنا لوطأة ما يتعرض له السوريين على الأرض من معاناة ، و ما يكابدونه من عذابات لكن عليهم أن لا ينجروا إلى مربع الحقن الطائفي الذي أراده النظام و حلفائه و أن يحافظوا على الثورة السورية سامية طاهرة نظيفة جامعة و أن يحاسبوا المذنب والمقترف و أن لا يحيدوا عن مطلب الدولة المدنية التعددية الجامعة لكل مكونات الشعب السوري.
من جهتها تحيي المنظمة السورية لحقوق الإنسان تركيا ” حكومة و شعباً ” و تناشدها بأن تتعالى على جراحها و لا تنجر لمربع الفتنة التي أرادها النظام السوري و حلفائه و أن تبقى كعهدنا بها وفية سباقة لمدنيتها و إنسانيتها و مبادئها.
دمشق 25/5/2013 مجلس الإدارة